تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٦٥
عن فعل السامري بقوله: * (فأخرج لهم عجلا) * ومعنى قوله * (جسدا *) أي شخصا لا روح فيه، وقيل: معناه جسدا لا يتغذى، " والخوار ": صوت فلا البقر.
قالت فرقة منهم ابن عباس: كان هذا العجل يخور ويمشي، وقيل غير هذا.
وقوله سبحانه: * (فقالوا) * يعني: بني إسرائيل: * (هذا إلهكم واله موسى فنسي) * موسى إلهه، وذهب يطلبه في غير موضعه، ويحتمل أن يكون قوله * (فنسي) * إخبارا من الله تعالى عن السامري; أي: فنسي السامري دينه، وطريق الحق، فالنسيان في التأويل الأول بمعنى الذهول، وفي الثاني بمعنى الترك.
* ت *: وعلى التأويل الأول عول البخاري: وهو الظاهر.
ولقولهم أيضا قبل ذلك: * (أجعل لنا إلها) * [الأعراف: 138].
وقول هارون: * (فاتبعوني) * أي: إلى الطور الذي واعدكم الله تعالى إليه * (وأطيعوا أمري) * فيما ذكرته لكم; فقال بنو إسرائيل حين وعظهم هارون، وندبهم إلى الحق: * (لن نبرح) * عابدين لهذا الإله عاكفين عليه، أي: ملازمين له.
ويحتمل قوله: * (ألا تتبعني) * أي: ببني إسرائيل نحو جبل الطور، ويحتمل قوله:
* (ألا تتبعن) * أي: ألا تسير بسيري، وعلى طريقتي في الإصلاح والتسديد.
/ وقوله: * (يبنؤم) * قالت فرقة: إن هارون لم يكن أخا موسى إلا من أمه.
قال * ع *: وهذا ضعيف. وقالت فرقة: كان شقيقه; وإنما دعاه بالأم استعطافا برحم الأم، وقول موسى: * (ما خطبك يا سامري) * هو كما تقول: ما شأنك، وما أمرك، لكن لفظة الخطب تقتضي انتهارا; لأن الخطب مستعمل في المكاره، و * (بصرت) * بضم الصاد: من البصيرة، وقرأت فرقة بكسرها، فيحتمل أن يراد من البصيرة، ويحتمل من البصر.
(٦٥)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381