تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٩
غريب، انتهى; وهما في " مصابيح البغوي ". وروى أبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال، أو الناس - لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا " انتهى.
وقوله تعالى: * (وقولوا آمنا) * الآية، قال أبو هريرة: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية; ويفسرونها بالعربية للمسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم "، وقولوا: * (آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) * " وروى ابن مسعود; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ، فإنهم لن يهدوكم; وقد ضلوا: إما أن تكذبوا بحق، وإما أن تصدقوا بباطل ".
وقوله تعالى: * (فالذين آتيناهم الكتاب) * يريد: التوراة والإنجيل; كانوا في وقت نزول الكتاب عليهم يؤمنون بالقرءان. ثم أخبر عن معاصري نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن منهم أيضا من يؤمن به ولم يكونوا آمنوا بعد: ففي هذا إخبار بغيب; بينه الوجود بعد ذلك.
قوله تعالى: * (وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون) * يشبه أن يراد بهذا الانحناء كفار قريش. ثم بين تعالى الحجة وأوضح البرهان: أن مما يقوى أن نزول هذا القرآن من عند الله; أن محمد - عليه السلام - جاء به في غاية الإعجاز والطول والتضمن للغيوب، وغير ذلك؟ وهو أمي; لا يقرأ ولا يكتب; ولا يتلو كتابا / ولا يخط حروفا; ولا سبيل له إلى التعلم، ولو كان ممن يقرأ أو يخط، لارتاب المبطلون، وكان لهم في ارتيابهم معلق، وأما ارتيابهم مع وضوح هذه الحجة; فظاهر فساده.
قوله تعالى: * (بل هو آيات بينات) * يعني: القرآن، ويحتمل: أ ن يعود على أمر محمد صلى الله عليه وسلم و * (الظالمون) * و * (المبطلون) * يعم لفظهما كل مكذب للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن عظم
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381