تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٣
ثم خاطب تعالى في أمر الكفار وإقامة الحجة عليهم، بأنهم إن سئلوا عن الأمور العظام التي هي دلائل القدرة، لم يكن لهم إلا التسليم بأنها لله تعالى، * (ويؤفكون) * معناه:
يصرفون.
وقوله تعالى: * (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) * وصف الله تعالى الدنيا في هذه الآية بأنها لهو ولعب، أي: ما كان منها لغير وجه الله تعالى; وأما ما كان لله تعالى فهو من الآخرة، وأما أمور الدنيا التي هي زائدة على الضروري الذي به قوام العيش، والقوة على الطاعات; فإنما هي لهو ولعب، وتأمل ذلك في الملابس، والمطاعم، والأقوال، والمكتسبات، وغير ذلك، وانظر أن حالة الغني والفقير من الأمور الضرورية واحدة:
كالتنفس في الهواء، وسد الجوع، وستر العورة، وتوقي الحر والبرد; هذه عظم أمر العيش، و * (الحيوان) * و * (الحياة) * بمعنى، والمعنى: لا موت فيها، قاله مجاهد وهو حسن، ويقال: أصله حييان; فأبدلت إحداهما واوا لاجتماع المثلين. ثم وقفهم تعالى على حالهم في البحر; عند الخوف العظيم; ونسيانهم عند ذلك للأصنام، وغيرها، على ما تقدم بيانه في غير هذا الموضع: و * (ليكفروا) * نصب ب‍ " لام كي " ثم عدد تعالى على كفرة قريش نعمته عليهم في الحرم; و " المثوى ": موضع الإقامة، وألفاظ هذه الآية في غاية الاقتضاب والإيجاز; وجمع المعاني. ثم ذكر تعالى حال أوليائه والمجاهدين فيه.
وقوله: * (فينا) * معناه: في مرضاتنا وبغيه ثوابنا.
قال السدي وغيره: نزلت هذه الآية قبل فرض القتال.
قال * ع *: فهي / قبل الجهاد العرفي وإنما هو جهاد عام في دين الله وطلب مرضاته.
(٣٠٣)
مفاتيح البحث: الإقامة (1)، الخوف (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381