تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٢
لبينت وجه ذلك، والمفاتح ظاهرها: أنها التي يفتح بها، ويحتمل أن يريد بها: الخزائن والأوعية الكبار; قاله الضحاك; لأن المفتح في كلام العرب الخزانة، وأما قوله:
* (لتنوء) * فمعناه: تنهض بتحامل واشتداد، قال كثير من المفسرين: إن المراد: أن العصبة تنوء بالمفاتح المثقلة لها فقلب.
* قلت *: وقال عريب الأندلسي في كتاب " الأنواء ": له نوء كذا; معناه: مثله ومنه:
* (لتنوء بالعصبة) *، انتهى، وهو حسن إن ساعده النقل. وقال الداوودي عن ابن عباس:
* (لتنوء بالعصبة أولي القوة) * يقول تثقل; وكذا قال الواحدي، انتهى. واختلف في العصبة:
كم هم؟ فقال ابن عباس - رضي الله عنه -: ثلاثة، وقال قتادة: هم من العشرة إلى الأربعين، قال البخاري: يقال: الفرحين المرحين.
قال الغزالي في " الإحياء ": الفرح بالدنيا والتنعم بها سم قاتل يسري في العروق; فيخرج من القلب الخوف والحزن وذكر الموت وأهوال القيامة; وهذا هو موت القلب والعياذ بالله، فأولوا الحزم من أرباب القلوب جربوا قلوبهم في حال الفرح بمواتاة الدنيا، وعلموا أن النجاة في الحزن الدائم، والتباعد من أسباب الفرح، والبطر; فقطعوا النفس عن ملاذها وعودوها الصبر عن شهواتها; حلالها وحرامها، وعلموا أن حلالها حساب وهو نوع عذاب، ومن نوقش الحساب عذب، فخلصوا أنفسهم من عذابها، وتوصلوا إلى الحرية والملك في الدنيا والآخرة; بالخلاص من أسر الشهوات ورقها، والأنس بذكر الله تعالى والاشتغال بطاعته، انتهى.
قال ابن الحاج في " المدخل ": قال يمن بن رزق - رحمه الله تعالى -: وأنا أوصيك بأن تطيل النظر في مرآة الفكرة مع كثرة الخلوات، حتى يريك شين المعصية وقبحها، فيدعوك ذلك النظر إلى تركها، ثم قال يمن بن رزق: ولا تفرحن بكثرة العمل مع قلة الحزن، واغتنم قليل العمل مع الحزن، فإن قليل حزن الآخرة الدائم في القلب; ينفي كل سرور ألفته من سرور الدنيا، وقليل سرور الدنيا في القلب; ينفي عنك جميع حزن
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381