تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٦
وقوله تعالى: * (ولقد وصلنا لهم القول...) * الآية; الذين وصل لهم القول: هم قريش; قاله مجاهد وغيره، قال الجمهور: والمعنى: واصلنا لهم في، القرآن، وتابعناه موصولا بعضه ببعض في المواعظ والزواجر، والدعاء، إلى الإسلام. وذهبت فرقة إلى: أن الإشارة بتوصيل القول إنما هي إلى الألفاظ، فالمعنى: ولقد وصلنا لهم قولا معجزا دالا على نبوتك.
قال * ع *: والمعنى الأول تقديره: ولقد وصلنا لهم قولا يتضمن معاني; من تدبرها اهتدى. ثم ذكر - تعالى - القوم الذين آمنوا بمحمد من أهل الكتاب مباهيا بهم قريشا. واختلف في تعيينهم فقال الزهري: الإشارة: إلى صلى النجاشي.
وقيل: إلى سلمان، وابن سلام، وأسند الطبري إلى رفاعة القرظي، قال: نزلت هذه الآية / في اليهود في عشرة أنا أحدهم، أسلمنا فأوذينا; وقال فنزلت فينا هذه. الآية والضمير في * (قبله) * يعود على القرآن. و * (أجرهم مرتين) * معناه: على ملتين; وهذا المعنى هو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين; رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي... الحديث. و * (يدرءون) * معناه: يدفعون; وهذا وصف لمكارم الأخلاق، أي: يتغابون ومن قال لهم سوءا لاينوه وقابلوه من القول الحسن بما يدفعه، واللغو سقط القول، والقول يسقط لوجوه يعز حصرها، والمراد منه في الآية: ما كان سبا وأذى ونحوه; فأدب الإسلام الإعراض عنه. و * (سلام) * في هذا الموضع قصد به المتاركة لا التحية. قال
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381