تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٠
من قول الله تعالى معرفا لمحمد عليه السلام وأمته بذلك.
* (وإني مرسلة إليهم بهدية...) * الآية، روي أن بلقيس قالت لقومها: إني أجرب هذا الرجل بهدية فيها نفائس الأموال، فإن كان ملكا دنيويا أرضاه المال; وإن كان نبيا لم يقبل الهدية، ولم يرضه منا إلا أن نتبعه على دينه، فينبغي أن نؤمن به، ونتبعه على دينه، فبعث إليه بهدية عظيمة.
وقوله تعالى: * (فلما جاء سليمان) * يعني: رسل بلقيس، وقول سليمان: * (إرجع) * خطاب لرسلها; لأن الرسول يقع على الجمع والإفراد والتذكير والتأنيث. هذه وفي قراءة ابن مسعود: " فلما جاءوا سليمان " وقرأ " ارجعوا "، ووعيد سليمان لهم مقترن بدوامهم على الكفر، قال البخاري: * (لا قبل لهم بها) * أي: لا طاقة لهم، انتهى. ثم قال سليمان لجمعه / * (يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها) *.
قال ابن زيد: وغرضه في استدعاء عرشها; أن يريها القدرة التي من عند الله وليغرب عليها، و * (مسلمين) * في هذا التأويل بمعنى: مستسلمين، ويحتمل أن يكون بمعنى الإسلام.
وقال قتادة: كان غرض سليمان أخذه قبل أن يعصمهم الإسلام; فالإسلام على هذا التأويل يراد به الدين.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381