تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٩
الصلاة، أي: صلاتك مع المصلين.
وقوله تعالى: * (قل هل أنبئكم) * أي: قل لهم يا محمد: هل أخبركم * (على من تنزل الشياطين) *؟ والأفاك: الكذاب، والأثيم: الكثير الأثيم، ويريد الكهنة; لأنهم كانوا يتلقون من الشياطين الكلمة الواحدة التي سمعت من السماء فيخلطون معها مائة كذبة، حسبما جاء في الحديث، وقد ذكرناه في غير هذا الموضع، والضمير في * (يلقون) * يحتمل أن يكون للشياطين، ويحتمل أن يكون للكهنة، ولما ذكر الكهنة بإفكهم عليه وحالهم التي تقتضي نفي كلامهم عن كلام الله تعالى - عقب ذلك بذكر الشعراء وحالهم; لينبه على بعد كلامهم من كلام القرآن، إذ قال بعض الكفرة في القرآن: إنه شعر والمراد شعراء الجاهلية، ويدخل في الآية كل شاعر مخلط يهجو ويمدح; شهوة، ويقذف المحصنات، ويقول الزور.
وقوله: * (الغاوون) * قال ابن عباس: هم المستحسنون لأشعارهم، المصاحبون لهم.
وقال عكرمة: هم الرعاع الذين يتبعون الشاعر ويغتنمون إنشاده.
وقوله: * (في كل واد يهيمون) * عبارة عن تخليطهم وخوضهم في كل فن من غث الكلام وباطله; قاله ابن عباس وغيره، وروى جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من مشى سبع خطوات في شعر، كتب من الغاوين " ذكره أسد بن موسى، وذكره النقاش.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381