تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٦٠
يمكنهم إلا الإقرار بها، ويلزم من الإقرار [بها] توحيد الله وإذعانهم لشرعه ورسالة رسله، وقرأ الجميع في الأول: " لله " بلا خلاف، واختلف في الثاني والثالث، فقرأ أبو عمرو وحده: " الله " جوابا على اللفظ، وقرأ باقي السبعة: " لله " جوابا على المعنى، كأنه قال في السؤال: لمن ملك السماوات السبع؟
وقوله سبحانه: * (فأنى تسحرون) * استعارة وتشبيه لما وقع منهم من التخليط ووضع الأفعال والأقوال غير مواضعها ما يقع من المسحور; عبر عنهم بذلك.
وقالت فرقة: * (تسحرون) * معناه: تمنعون، وحكى بعضهم ذلك لغة، والإجارة:
المنع، والمعنى: أن الله تعالى إذا أراد منع أحد فلا يقدر عليه، وإذا أراد أخذه فلا مانع له.
وقوله سبحانه: * (وإنهم لكاذبون) * أي: فيما ذكروه من الصاحبة، والولد، والشريك، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، وفي قوله سبحانه: * (وما كان معه من إله) * [الآية].
دليل [التمانع] وهذا هو الفساد الذي تضمنه قوله تعالى: * (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) *. [الأنبياء: الآية 22]. والجزء المخترع محال أن تتعلق به قدرتان فصاعدا، وقد تقدم الكلام على هذا الدليل; فأغنى عن إعادته.
وقوله: * (إذا) * جواب لمحذوف تقديره: لو كان معه [إله] إذا لذهب.
(١٦٠)
مفاتيح البحث: المنع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381