تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٤٩
قلت: وهو ظاهر ترتيب قصص القرآن أن عادا أقدم، * (وأترفناهم) * معناه نعمناهم، وبسطنا لهم الأموال والأرزاق وقولهم: * (أيعدكم) * استفهام على جهة الاستبعاد و * (أنكم) *:
الثانية بدل من الأولى عند سيبويه، وقولهم: * (هيهات هيهات) * استبعاد، وهيهات أحيانا تلي الفاعل دون لام، تقول هيهات مجيء زيد، أي: بعد ذلك، ومنه قول جرير:
[الطويل]:
- - فهيهات هيهات العقيق ومن به * وهيهات خل بالعقيق نواصله - وأحيانا يكون الفاعل محذوفا، وذلك عند وجود اللام كهذه الآية، التقدير: بعد الوجود; لما توعدن.
قال * ص *: ورد بأن فيه حذف الفاعل، وحذف المصدر وهو الوجود وذلك غير جائز عند البصريين، وذكر أبو البقاء: أن اللام زائدة و " ما " فاعل، أي: بعد ما توعدون.
قال أبو حيان: وهذا تفسير معنى لا إعراب; لأنه لم تثبت مصدرية " هيهات "، انتهى. وقولهم: * (إن هي إلا حياتنا الدنيا) * أرادوا: أنه لا وجود لنا غير هذا الوجود; وإنما تموت منا طائفة فتذهب، وتجئ طائفة جديدة، وهذا هو كفر الدهرية.
وقوله: * (قال عما قليل ليصبحن نادمين) * المعنى: قال الله لهذا النبي الداعي: عما قليل يندم قومك على كفرهم حين لا ينفعهم الندم، ومن ذكر الصيحة ذهب الطبري إلى
(١٤٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381