تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٨
وقوله سبحانه: * (بل أتيناهم بذكرهم) * قال ابن عباس: بوعظهم، ويحتمل:
بشرفهم، وهو مروي.
* (أم تسألهم خرجا) * الخرج والخراج بمعنى، وهو: المال الذي يجبى ويؤتى به لأوقات محدودة.
وقوله سبحانه: * (فخراج ربك خير) * يريد ثوابه، ويحمل أن يريد بخراج ربك:
رزقه، ويؤيده قوله: * (وهو خير الرازقين) *.
و " الصراط المستقيم " دين الإسلام، " وناكبون ": أي: مجادلون ومعرضون، وقال البخاري: * (لناكبون) *: لعادلون، انتهى.
قال أبو حيان: يقال: نكب عن الطريق ونكب بالتشديد، أي: عدل عنه، انتهى، ثم أخبر تعالى عنهم أنهم لو زال عنهم القحط، ومن الله عليهم بالخصب، ورحمهم بذلك - لبقوا على كفرهم ولجوا في طغيانهم، وهذه الآية نزلت في المدة التي أصاب فيها قريشا السنون الجدبة والجوع الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف " الحديث.
* (ولقد أخذناهم بالعذاب) *، قال ابن عباس وغيره: هو الجوع والجدب حتى أكلوا الجلود وما جرى مجراها، وروي أنهم لما بلغهم الجهد ركب أبو سفيان، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال: يا محمد، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال: بلى، قال: قد قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع، وقد أكلنا العلهز; فنزلت الآية،
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381