تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٦١
وقوله: * (عالم الغيب) * المعنى: هو عالم الغيب، وقرأ أبو عمرو وغيره: " عالم " بالجر; اتباعا للمكتوبة.
وقوله سبحانه: * (قل رب إما تريني ما يوعدون * رب فلا تجعلني في القوم الظالمين) * أمر الله تعالى نبيه - عليه السلام - أن يدعو لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة إن كان قضي أن يرى ذلك، " وان " شرطية و " ما " زائدة و " تريني " ذلك جزم بالشرط لزمته النون الثقيلة وهي لا تفارق، " إما " عند المبرد، ويجوز عند سيبويه أن تفارق، ولكن استعمال القرآن لزومها، فمن هنالك ألزمه المبرد، وهذا الدعاء فيه استصحاب الخشية والتحذير من الأمر المعذب من أجله، ثم نظيره لسائر الأمة دعاء في حسن الخاتمة، وقوله ثانيا: " رب " اعتراض بين الشرط وجوابه.
وقوله سبحانه: ادفع بالتي هي أحسن السيئة) * أمر بالصفح ومكارم الأخلاق، وما كان منها لهذا فهو محكم باق في الأمة أبدا، وما كان بمعنى الموادعة فمنسوخ بآية القتال.
وقوله: * (نحن أعلم بما يصفون) * يقتضي أنها آية موادعة.
وقال مجاهد: الدفع بالتي هي أحسن: هو السلام، تسلم عليه إذا لقيته.
وقال الحسن: والله لا يصيبها / أحد حتى يكظم غيظه، ويصفح عما يكره، وفي الآية عدة للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: اشتغل أنت بهذا وكل أمرهم إلينا، ثم أمره سبحانه بالتعوذ من همزات الشياطين، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه; وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المجادلة، ولذلك اتصلت بهذه الآية، وقال ابن زيد:
همز الشيطان: الجنون، وفي " مصنف أبي داود ": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان: همزه، ونفخه، ونفثة ". قال أبو داود: همزة: الموتة، ونفخة:
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381