و * (استكانوا) * معناه: تواضعوا وانخفضوا.
وقوله سبحانه: * (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد...) * الآية توعد بعذاب غير معين، وهذا هو الصواب، وهذه المجاعة إنما كانت بعد وقعة بدر، والملبس الذي قد نزل به شر ويئس من زواله ونسخه بخير، ثم ابتدأ تعالى بتعديد نعم في نفس تعديدها استدلال بها على عظم قدرته سبحانه، فقال: * (وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار...) * الآية، أنشأ بمعنى: اخترع، والأفئدة: القلوب، وذرأ: بث وخلق.
وقوله: * (بل) * إضراب، والجحد قبله مقدر / كأنه قال: ليس لهم نظر في هذه الآيات أو نحو هذا، و * (الأولون) *: يشير به إلى الأمم الكافرة: كعاد وثمود.
وقوله تعالى: * (لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل...) * الآية، قولهم:
* (وآباؤنا) * إن حكي المقالة عن العرب فمرادهم من سلف من العالم، جعلوهم آباء من حيث النوع واحد، وكونهم سلفا، وفيه تجوز، وإن حكي ذلك عن الأولين فالأمر مستقيم فيهم.
وقوله سبحانه: * (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم * سيقولون لله قل أفلا تتقون * قل من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولون لله قل فأنى تسحرون) * أمر الله تعالى نبيه عليه السلام بتوقيفهم على هذه الأشياء التي لا