تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٥
وقوله سبحانه: * (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) * أي: إليها سابقون، وهذا قول بعضهم في قوله: * (لها) *، وقالت فرقة: معناه وهم من أجلها سابقون، وقال الطبري عن ابن عباس: المعنى: سبقت لهم السعادة في الأزل; فهم لها، ورجحه الطبري بأن اللام متمكنة في المعنى.
وقوله سبحانه: * (ولدينا كتاب ينطق بالحق) * أظهر ما قيل فيه أنه أراد كتاب إحصاء الأعمال الذي ترفعه الملائكة، وقيل: الإشارة إلى القرآن، والأول أظهر.
وقوله سبحانه: * (بل قلوبهم في غمرة من هذا) * اختلف في الإشارة بقوله: * (من هذا) * هل هي: إلى القرآن، أو إلى كتاب الإحصاء، أو إلى الدين بجملته، أو إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ * (ولهم أعمال) * أي: من الفساد * (هم لها عاملون) *: في الحال والاستقبال، والمترف: المنعم في الدنيا، الذي هو منها في سرف، ويجأرون) * معناه: يستغيثون بصياح كصياح البقر، وكثر استعمال الجؤار في البشر; ومنه قول الأعشى: [المتقارب] - يراوح من صلوات المليك * طورا سجودا وطورا جؤارا - وقال * ص *: جأر الرجل إلى الله تعالى، أي: تضرع; قاله الحوفي، انتهى، وذهب مجاهد وغيره إلى أن هذا العذاب المذكور هو الوعيد بيوم بدر، وقيل: غير هذا.
وقوله سبحانه: * (لا تجئروا اليوم) * أي: يقال لهم يوم العذاب: لا تجأروا اليوم.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381