بسلاحه، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: " تنبت " بضم التاء [وكسر الباء] واختلف في التقدير على هذه القراءة، فقالت [فرقة: الباء زائدة، كما في قوله تعالى: * (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) * [البقرة: 195 وقالت]، فرقة: التقدير تنبت جناها ومعه الدهن، فالمفعول محذوف، وقيل: نبت وأنبت بمعنى; فيكون المعنى كما مضى في قراءة الجمهور، والمراد بالآية تعديد النعم على الإنسان، وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه: * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون * فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم...) * الآية: هذا ابتداء تمثيل لكفار قريش بأمم كفرت بأنبيائها فيه فأهلكوا، وفي ضمن ذلك الوعيد بأن يحل بهؤلاء نحو ما حل بأولئك، والملأ: الأشراف، والجنة، الجنون، و * (حتى حين) * معناه إلى وقت يريحكم القدر منه، ثم إن نوحا عليه السلام دعا على قومه حين يئس منهم، وإن كان دعاؤه في هذه الآية ليس بنص; وإنما هو ظاهر من قوله: * (بما كذبون) * فهذا يقتضي طلب العقوبة، وأما النصرة بمجردها فكانت تكون بردهم إلى الإيمان.
وقوله عز وجل: * (فأوحينا إليه أن أصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك الحمد لله) * قوله: * (بأعيننا) *: عبارة عن الإدراك هذا مذهب الحذاق، ووقفت الشريعة على أعين وعين، ولا يجوز أن يقال: عينان من حيث لم توقف الشريعة على التثنية، و * (وحينا) * معناه في كيفية العمل، ووجه البيان لجميع حكم السفينة وما يحتاج إليه، و * (أمرنا) * يحتمل أن