تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٥٣
وقوله سبحانه: * (فتقطعوا) * يريد الأمم، أي: افترقوا، وليس بفعل مطاوع; كما تقول: تقطع الثوب; بل هو فعل متعد بمعنى قطعوا، وقرأ نافع: " زبرا " جمع زبور، وهذه القراءة تحتمل معنيين.
أحدهما: أن الأمم تنازعت كتبا منزلة فاتبعت فرقة الصحف، وفرقة التوراة، وفرقة الإنجيل، ثم حرف الكل وبدل، وهذا قول قتادة - والثاني: أنهم تنازعوا أمرهم كتبا وضعوها وضلالة ألفوها; قاله ابن زيد، وقرأ أبو عمرو بخلاف: " زبرا " بضم الزاي وفتح الباء، ومعناها: فرقا كزبر الحديد، ومن حيث كان ذكر الأمم في هذه الآية مثالا لقريش - خاطب الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في شأنهم متصلا بقوله: * (فذرهم) * أي: فذر هؤلاء الذين هم بمنزلة من تقدم، والغمرة: ما عمهم من ضلالهم وفعل بهم فعل الماء الغمر بما حصل فيه، والخيرات هنا نعم الدنيا.
وقوله سبحانه: * (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة...) * الآية: أسند الطبري عن عائشة أنها قالت: قلت: يا رسول الله، قوله تعالى: * (يؤتون ما آتوا) * أهي في الذي يزني ويسرق؟ قال: " لا، يا بنت أبي بكر، بل هي في الرجل يصوم ويتصدق وقلبه وجل، يخاف ألا يتقبل منه ".
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381