تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٨
وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ".
(لنبلوهم) أي: لنختبرهم، وفي هذا وعيد ما.
قال سفيان الثوري: أحسنهم عملا: أزهدهم فيها، وقال أبو عاصم العسقلاني:
(أحسن عملا). الترك لها.
قال * ع *: وكان أبي رحمه الله يقول: أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في حق، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه.
وقوله سبحانه: (وإنا فيها لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا) أي: يرجع ذلك كله ترابا، " والجرز ": الأرض التي لا شئ فيها من عمارة وزينة، فهي البلقع، وهذه حالة الأرض العامرة لا بد لها من هذا في الدنيا جزءا جزءا من الأرض، ثم يعمها ذلك بأجمعها عند القيامة، و " الصعيد " وجه الأرض، وقيل: " الصعيد ": التراب خاصة.
وقوله سبحانه: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)، أي:
ليسوا بعجب من آيات الله، أي: فلا يعظم ذلك عليك بحسب ما عظمه السائلون، فإن سائر آيات الله أعظم من قصتهم، وهو قول ابن عباس وغيره، واختلف الناس في (الرقيم) ما هو؟ اختلافا كثيرا، فقيل: " الرقيم " كتاب في لوح نحاس، وقيل: في لوح رصاص، وقيل: في لوح حجارة كتبوا فيه قصة أهل الكهف، وقيل غير هذا، وروي عن ابن عباس،
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة