على سائر الكتب بتصديقها، ولم يرتضه * ع *: قال: ويصح أن يكون معنى " قيم " قيامه بأمر الله على العالم وهذا معنى يؤيده ما بعده من النذارة والبشارة اللتين عمتا العالم، " والبأس الشديد " عذاب الآخرة، ويحتمل أن يندرج معه في النذارة عذاب الدنيا ببدر وغيرها، (ومن لدنه)، أي: من عنده، والمعنى: لينذر العالم و " الأجر الحسن " نعيم الجنة، ويتقدمه خير الدنيا.
وقوله تعالى: (إن يقولون إلا كذبا)، أي: ما يقولون، فهي النافية.
وقوله سبحانه: (فلعلك باخع نفسك) هذه آية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، والباخع نفسه هو مهلكها.
قال * ص *: " لعل " للترجي في المحبوب، وللإشفاق في المحذور، وهي هنا للإشفاق. انتهى.
وقوله: (على آثارهم): استعارة فصيحة من حيث لهم إدبار وتباعد عن الإيمان، فكأنهم من فرط إدبارهم قد بعدوا، فهو في آثارهم يحزن عليهم.
وقوله: (بهذا / الحديث)، أي: بالقرآن، " والأسف " المبالغة في حزن أو غضب، وهو في هذا الموضع الحزن، لأنه على من لا يملك، ولا هو تحت يد الآسف، ولو كان الأسف من مقتدر على من هو في قبضته وملكه، لكان غضبا، كقوله تعالى: (فلما أسفونا) [الزخرف: 55] أي: أغضبونا. قال قتادة: (أسفا): حزنا.
وقوله سبحانه: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها...) الآية: بسط في التسلية، أي: لا تهتم بالدنيا وأهلها، فإن أمرها وأمرهم أقل، لفناء ذلك وذهابه، فإنا إنما جعلنا ما على الأرض زينة وامتحانا واختبارا، وفي معنى هذه الآية قوله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا حلوة خضرة،