تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٠
وقوله سبحانه: (لقد آتينا موسى تسع آيات بينات...) الآية: اتفق المتأولون والرواة، أن الآيات الخمس التي في " سورة الأعراف " هي من هذه التسع، وهي: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، واختلفوا في الأربع. * ت *: وفي هذا الاتفاق نظر، وروي في هذا صفوان بن عسال، أن يهوديا من يهود المدينة، قال لآخر: سر بنا إلى هذا النبي نسأله عن آيات موسى، فقال له الآخر: لا تقل له إنه نبي، فإنه لو سمعها، صار له أربعة أعين، قال: فسارا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه، فقال: " هي لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببرئ إلى السلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا المحصنات، ولا تفروا يوم الزحف، وعليكم - خاصة معشر اليهود ألا تعدوا في السبت ". انتهى، وقد ذكر * ع * هذا الحديث.
وقوله سبحانه: (فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم)، أي: إذ جاءهم موسى واختلف في قوله: (مسحورا) فقالت فرقة: هو مفعول على بابه، وقال الطبري: هو بمعنى ساحر، كما قال / (حجابا مستورا) [الإسراء: 45] وقرأ الجمهور: " لقد علمت "، وقرأ الكسائي: " لقد علمت " بتاء المتكلم مضمومة، وهي قراءة علي بن أبي طالب وغيره، وقال: ما علم عدو الله قط، وإنما علم موسى والإشارة ب‍ (هؤلاء) إلى التسع.
وقوله: (بصائر): جمع بصيرة، وهي الطريقة، أي: طرائق يهتدى بها، و " المثبور " المهلك، قاله مجاهد، (فأراد أن يستفزهم من الأرض)، أي: يستخفهم ويقتلهم،
(٥٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة