تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٩
وجوههم... " الحديث، وقوله: (كلما خبت) أي: كلما فرغت من إحراقهم، فسكن اللهيب القائم عليهم قدر ما يعادون، ثم يثور، فتلك زيادة السعير، قاله ابن عباس.
قال * ع *: فالزيادة في حيزهم، وأما جهنم، فعلى حالها من الشدة، لا فتور، وخبت النار، معناه: سكن اللهيب، والجمر على حاله، وخمدت معناه، سكن الجمر وضعف، وهمدت معناه: طفئت جملة.
وقوله سبحانه: (ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا...) الآية: الإشارة ب‍ (ذلك) إلى الوعيد المتقدم بجهنم.
قوله عز وجل: (أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض...) الآية:
الرؤية في هذه الآية هي رؤية القلب، وهذه الآية احتجاج عليهم فيما استبعدوه من البعث، " والأجل "، ههنا: يحتمل أن يريد به القيامة، ويحتمل أن يريد أجل الموت.
وقوله سبحانه: (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي...) الآية: ال‍ (رحمة)، في هذه الآية: المال والنعم التي تصرف في الأرزاق.
وقوله: (خشية الإنفاق) المعنى: خشية عاقبة الإنفاق، وهو الفقر، وقال بعض اللغويين، أنفق الرجل معناه: افتقر، كما تقول أترب وأقتر.
وقوله: (وكان الإنسان قتورا) أي: ممسكا، يريد أن في طبعه ومنتهى نظره أن الأشياء تتناهى وتفنى، فهو لو ملك خزائن رحمة الله، لأمسك خشية الفقر، وكذلك يظن أن قدرة الله تقف دون البعث، والأمر ليس كذلك، بل قدرته لا تتناهى.
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة