تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤
وقوله سبحانه: (وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره / أفلا تتقون * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين * قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين) عاد اسم الحي، وهم عرب فيما يذكر، و " أخاهم " نصب ب‍ " أرسلنا " وهو معطوف على نوح، وهذه أيضا نذارة من هود عليه السلام.
وقوله: (أفلا تتقون) استعطاف إلى التقوى، والإيمان.
وقوله: (أو عجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون * قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).
قوله: (وزادكم في الخلق) أي في الخلقة، والبسطة الكمال في الطول والعرض.
وقيل: زادكم على أهل عصركم.
وقال الطبري: زادكم على قوم نوح. وقاله قتادة.
قال * ع *: واللفظ يقتضي أن الزيادة على جميع العالم، وهو الذي يقتضيه ما يذكر عنهم.
وروي أن طول الرجل منهم كان مائة ذراع، وطول أقصرهم ستون ونحوها. والآلاء جمع " إلى " على مثل " معي "، وهي النعمة والمنة.
قال الطبري: وعاد هؤلاء فيما حدث ابن إسحاق من ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح، وكانت مساكنهم " الشحر " من أرض " اليمن " وما والى " حضرموت " إلى " عمان ".
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة