سمع إخوة يوسف هذه المقالة، أقبلوا عليهم، وساءهم أن يرموا بهذه المثلبة، وقالوا: ماذا تفقدون، ليقع التفتيش، فتظهر براءتهم، ولم يلوذوا بالإنكار من أول، بل سألوا إكمال الدعوى، عسى أن يكون فيها ما تبطل به، فلا يحتاج إلى خصام، قالوا: نفقد صواع الملك، وهو المكيال، وهو السقاية، قال أبو عبيدة: يؤنث الصواع، من حيث سمي سقاية، ويذكر من حيث هو صاع.
* ت *: ولفظ أبي عبيدة الهروي قال الأخفش: الصاع: يذكر ويؤنث، قال الله تعالى: (ثم استخرجها من وعاء أخيه) فأنث، وقال: (لمن جاء به حمل بعير) فذكر لأنه، عنى به الصواع. انتهى.
وقوله: (ولمن جاء به حمل بعير): أي: لمن دل على سارقه، وجبر الصواع، وهذا جعل.
وقوله: (وأنا به زعيم): حمالة، قال مجاهد: " الزعيم ": هو المؤذن الذي قال أيتها العير و " الزعيم ": الضامن في كلام العرب.