تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٤١
وقوله تعالى: (قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض): روي أن إخوة يوسف كانوا ردوا البضاعة الموجودة في الرحال، وتحرجوا من أخذ الطعام بلا ثمن، فلذلك قالوا: (لقد علمتم)، أي: لقد علمتم منا التحري، وروي أنهم كانوا قد اشتهروا بمصر بصلاح وتعفف، وكانوا يجعلون الأكمة في أفواه إبلهم، لئلا تنال زروع الناس، فلذلك قالوا: (لقد علمتم)، والتاء في " تالله " بدل من الواو، ولا تدخل التاء في القسم إلا في هذا الاسم.
قال ابن العربي في " أحكامه ": قال الطبري: قوله تعالى: (قالوا جزاؤه من وجد في رحله) على حذف مضاف، تقديره: جزاؤه استعباد أو استرقاق من وجد في رحله. انتهى.
وقولهم: (كذلك نجزي الظالمين): أي: هذه سنتنا وديننا في أهل السرقة، أن يتملك السارق، كما تملك هو الشئ المسروق.
وقوله سبحانه: (فبدأ بأوعيتهم...) الآية: بدؤه أيضا من أوعيتهم تمكين للحيلة، وإبعاد لظهور أنها حيلة، وأضاف الله سبحانه الكيد إلى ضميره، لما خرج القدر الذي أباح به ليوسف أخذ أخيه مخرج ما هو في اعتقاد الناس كيد، وقال السدي والضحاك:
(كدنا): معناه: صنعنا، و (دين الملك): فسره ابن عباس بسلطانه، وفسره قتادة بالقضاء والحكم، وهذا متقارب، قال ابن العربي في " أحكامه ": قوله تعالى: (كذلك
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة