تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٣١
الحسن بن أبي الحسن: " أنا آتيكم "، وكذلك في مصحف أبي.
وقوله: (فأرسلون): استئذان في المضي.
وقوله: (يوسف أيها الصديق أفتنا): المعنى: فجاء الرسول، وهو الساقي، إلى يوسف، فقال له: يوسف أيها الصديق، وسماه صديقا من حيث كان جرب صدقه في غير ما شئ، وهو بناء مبالغة من الصدق، ثم قال له: (أفتنا في سبع بقرات)، أي: فيمن رأى في المنام سبع بقرات.
وقوله: (لعلهم يعلمون)، أي: تأويل هذه الرؤيا، فيزول هم الملك لذلك، وهم الناس، وقيل: (لعلهم يعلمون) مكانتك من العلم، وكنه فضلك، فيكون ذلك سببا لتخلصك و (دأبا): معناه: ملازمة لعادتكم في الزراعة.
وقوله: (فما حصدتم فذروه في سنبله): إشارة برأي نافع، بحسب طعام مصر وحنطتها التي لا تبقى عامين بوجه إلا بحيلة إبقائها في السنبل، والمعنى: اتركوا الزرع في السنبل إلا ما لا غنى عنه للأكل فيجتمع الطعام هكذا، ويتركب ويؤكل الأقدم فالأقدم، وروي أن يوسف عليه السلام لما خرج ووصف هذا الترتيب للملك، وأعجبه أمره، قال له الملك: قد أسندت إليك تولي هذا الأمر في الأطعمة هذه السنين المقبلة، فكان هذا أول ما ولي يوسف، و (تحصنون) معناه: تحرزون وتخزنون، قاله ابن عباس، وهو مأخوذ من الحصن، وهو الحرز والملجأ، ومنه: تحصن النساء، لأنه بمعنى التحرز.
وقوله: (يغاث الناس): جائز أن يكون من الغيث، وهو قول ابن عباس،
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة