تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٨
إلى الصلاة. انتهى.
قال زيد بن أسلم والسدي: معنى الآية: إذا قمتم من المضاجع، يعني النوم، والقصد بهذا التأويل أن يعم الأحداث بالذكر، وفي الآية على هذا التأويل تقديم وتأخير، تقديره: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة من النوم، أو جاء أحد منكم من الغائط، أو لامستم النساء، يعني: الملامسة الصغرى فاغسلوا، وهنا تمت أحكام الحدث الأصغر، ثم قال: (وإن كنتم جنبا فاطهروا)، فهذا حكم نوع آخر، ثم قال للنوعين جميعا: (وإن كنتم مرضى أو على سفر...... فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا)، وقال بهذا التأويل محمد بن مسلمة من أصحاب مالك وغيره.
وقال جمهور أهل العلم: معنى الآية: إذا قمتم إلى الصلاة محدثين، وليس في الآية على هذا تقديم ولا تأخير، بل ترتب في الآية حكم واجد الماء إلى قوله: (فاطهروا)، ودخلت الملامسة الصغرى في قولنا: " محدثين "، ثم ذكر بعد ذلك بقوله: (وإن كنتم مرضى...) إلى آخر الآية حكم عادم الماء من النوعين جميعا، وكانت الملامسة هي الجماع.
وقال * ص *: (إذا قمتم) أي: إذا أردتم، وعبر بالقيام عن إرادته، لأنه مسبب عنها. انتهى.
ومن أحسن الأحاديث وأصحها في فضل الطهارة والصلاة: ما رواه مالك في " الموطأ "، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 355 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة