تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٤
قال * ع *: ففي ذلك اليوم عيدان للإسلام، إلى يوم القيامة، وإتمام النعمة هو في ظهور الإسلام، ونور العقائد، وكمال الدين، وسعة الأحوال، وغير ذلك مما اشتملت عليه هذه الملة الحنيفية إلى دخول الجنة، والخلود في رحمة الله سبحانه، جعلنا الله ممن شملته هذه النعمة.
وقوله سبحانه: (ورضيت لكم الإسلام دينا): يحتمل الرضا في هذا الموضع، أن يكون بمعنى الإرادة، ويحتمل أن يكون صفة فعل عبارة عن إظهار الله إياه، لأن الرضا من الصفات المترددة بين صفات الذات وصفات الأفعال، والله تعالى قد أراد لنا الإسلام، ورضيه لنا، وثم أشياء يريد الله وقوعها ولا يرضاها.
وقوله سبحانه: (فمن اضطر في مخمصة)، يعني: من دعته ضرورة إلى أكل الميتة، وسائر تلك المحرمات، وسئل صلى الله عليه وسلم، متى تحل الميتة للناس؟ فقال: " إذا لم يصطبحوا، ولم يغتبقوا، ولم يحتفئوا بقلا ". والمخمصة: المجاعة التي تخمص فيها البطون، أي:
تضمر.
وقوله سبحانه: (غير متجانف لإثم) هو بمعنى: (غير باغ ولا عاد) [البقرة: 173] وقد تقدم تفسيره.
قال * ص *: متجانف: أي: مائل منحرف. انتهى، وقد تقدم في " البقرة ".
(يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب (4)) وقوله تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم): سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم / لما أمر بقتل
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة