تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٢
خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأمته، والجمهور أن سبب هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما استعان بيهود في دية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري، وصاحبه، قالوا: نعم، يا أبا القاسم، انزل حتى نصنع لك طعاما، وننظر في معونتك، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل جدار وكان معه أبو بكر وعمر وعلي، فتآمرت يهود في قتله، وقالوا: من رجل يظهر على الحائط، فيصب عليه حجرا يشدخه، فجاء جبريل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر، فقام صلى الله عليه وسلم من المكان، وتوجه إلى المدينة، ونزلت الآية في ذلك، ويترجح هذا القول بما يأتي بعد من الآيات في وصف غدر يهود، ونقضهم المواثيق.
(* ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعززتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجرى من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل (12) فبما نقضهم ميثاقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرقون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين (13)) وقوله سبحانه: (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا): هذه الآية المتضمنة للخبر عن نقضهم مواثيق الله تعالى - تقوى أن الآية المتقدمة في كف الأيدي، إنما كانت في / أمر بني النضير، والإجماع على أن النقيب كبير القوم، القائم بأمورهم، قال قتادة وغيره: هؤلاء النقباء قوم كبار من كل سبط، تكفل بكل واحد سبطه، بأن يؤمنوا ويلتزموا التقوى.
قال * ع *: ونحو هذا كانت النقباء ليلة بيعة العقبة، مع النبي صلى الله عليه وسلم، والضمير في (معكم)، لبني إسرائيل، أي: معكم بنصري، وحياطتي، وتأييدي، واللام في قوله:
(لئن): هي المؤذنة بمجئ القسم، ولام القسم هي قوله: (لأكفرن)، والدليل على أن هذه اللام إنما هي مؤذنة: أنها قد يستغنى عنها أحيانا، ويتم الكلام دونها، ولو كانت لام قسم، لم يترتب ذلك، وإقامة الصلاة: توفيه شروطها، والزكاة هنا: شئ من المال كان مفروضا عليهم فيما قال بعض المفسرين، (وعزرتموهم): معناه: وقرتموهم، وعظمتموهم،
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة