تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
وقال - عليه السلام - للأنصار لما تعرضوا له، إذ سمعوا بقدوم أبي عبيدة بمال البحرين:
" أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله، ما الفقر أخشى عليكم! ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم "، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، واللفظ له، وقال: هذا حديث صحيح. انتهى.
واعلم (رحمك الله) أن تيسير أسباب الدنيا مع إعراضك عن أمر آخرتك، ليس ذلك من علامات الفلاح، وقد روى ابن المبارك في " رقائقه "، قال: أخبرنا ابن لهيعة، قال:
حدثني سعيد بن أبي سعيد، أن رجلا قال: يا رسول الله، كيف لي أن أعلم كيف أنا؟
قال: " إذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة، وابتغيته، يسر لك، وإذا أردت شيئا من الدنيا، وابتغيته، عسر عليك، فأنت على حال حسنة، وإذا رأيت كلما طلبت شيئا من أمر الآخرة، وابتغيته، عسر عليك، وإذا أردت شيئا من أمر الدنيا، وابتغيته، يسر لك، فأنت على حال قبيحة ". انتهى، فتأمله راشدا، وقوله: (من بعد ما أراكم ما تحبون)، يعني:
هزيمة المشركين، قال الزبير: والله، لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة،
(١٢٤)
مفاتيح البحث: ابن المبارك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة