تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
إليه، وقوله: (وهم يعلمون)، قال السدي: معناه: وهم يعلمون أنهم / قد أذنبوا، وقال ابن إسحاق: معناه: وهم يعلمون بما حرمت عليهم، وقيل: وهم يعلمون أن باب التوبة مفتوح، وقيل: وهم يعلمون أني أعاقب على الإصرار، ثم شرك سبحانه الطائفتين المذكورتين في قوله: (أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم...) الآية.
قال * ص *: قوله: (ونعم) المخصوص بالمدح محذوف، أي المغفرة والجنة.
(قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين (137) هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين (138) ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (140) وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (142) ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (143)) وقوله سبحانه: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض...) الآية: الخطاب للمؤمنين، والمعنى: لا يذهب بكم أن ظهر الكفار المكذبون عليكم بأحد، فإن العاقبة للمتقين، وقديما ما أدال الله المكذبين على المؤمنين، ولكن انظروا كيف هلك المكذبون بعد ذلك، فكذلك تكون عاقبة هؤلاء، وقال النقاش: الخطاب ب‍ " قد خلت " للكفار.
قال * ع *: وذلك قلق، وخلت: معناه: مضت، والسنن: الطرائق.
وقال ابن زيد: سنن: معناه: أمثال، وهذا تفسير لا يخص اللفظة، وقوله:
(فانظروا) هو عند الجمهور من نظر العين، وقال قوم: هو بالفكر.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة