تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٧ - الصفحة ١٤٣
القول قول من زعم أن التقدير: وما أنتم بمعجزين من في الأرض من الإنس والجن، ولا من في السماء من الملائكة، فكيف تعجزون الله؟ وقرأ الجمهور: * (يئسوا) *، بالهمز؛ والذماري، وأبو جعفر: بغير همز، بل بياء بدل الهمزة، وهو وعيد، أي ييأسون يوم القيامة. وقيل: * (من رحمتى) *. وقيل: من ديني، فلا أهديهم. وقيل: هو وصف بحالهم، لأن المؤمن يكون دائما راجيا خائفا، والكافر لا يخطر بباله ذلك. شبه حالهم في انتفاء رحمته عنهم بحال من يئس من الرحمة. والظاهر أن قول: * (وإن تكذبوا) *، من كلام الله، حكاية عن إبراهيم، إلى قوله: * (عذاب أليم) *. وقيل: هذه الآيات اعتراض من كلام الله بين كلام إبراهيم والإخبار عن جواب قومه، أي وإن تكذبوا محمدا، فتقدير هذه الجملة اعتراضا يرد على أبي علي الفارسي، حيث زعم أن الاعتراض لا يكون جملتين فأكثر، وفائدة هذا الاعتراض أنه تسلية للرسول لله، حيث كان قد ابتلي بمثل ما كان أبوه إبراهيم قد ابتلي، من شرك قومه وعبادتهم الأوثان وتكذيبهم إياه ومحاولتهم قتله. وجاءت الآيات بعد الجملة الشرطية مقررة لما جاء به الرسول من توحيد الله ودلائله وذكر آثار قدرته والمعاد.
* (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن فى ذالك لايات لقوم) *.
لما أمرهم بعبادة الله، وبين سفههم في عبادة الأوثان، وظهرت حجته عليهم، رجعوا إلى الغلبة، فجعلوا القائم مقام جوابه فيما أمرهم به قولهم: * (اقتلوه أو حرقوه) *. والآمرون بذلك، إما بعضهم لبعض، أو كبراؤهم قالوا لأتباعهم: اقتلوه،
(١٤٣)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»