تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤١٨
مهطعين مقنعى رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هوآء * وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنآ أخرنآ إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال * وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال * فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام * يوم تبدل الا رض غير الا رض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار * وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الا صفاد * سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار * ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب * هاذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إلاه واحد وليذكر أولوا الألباب) *)) ) * جنب مخففا، وأجنب رباعيا لغة نجد، وجنب مشددا لغة الحجاز، والمعنى: منع، وأصله من الجانب. الهوى: الهبوط بسرعة، قال الشاعر:
* وإذا رميت به الفجاج رأيته * تهوي مخارمها هوى الأجدل * شخص البصر أحد النظر، ولم يستقر في مكانه. المهطع: المسرع في مشيه. قال الشاعر:
* بمهطع سرح كأن عنانه * في رأس جذع من أراك مشذب * وقال عمران بن حطان:
* إذا دعانا فأهطعنا لدعوته * داع سميع فلبونا وساقونا * وقال أبو عبيدة: قد يكون الأهطاع الإسراع وإدامة النظر. المقنع: هو الرافع رأس المقبل ببصره على ما بين يديه، قاله ابن عرفة والقتبي. وقال الشاعر:
* يباكرن العصاة بمقنعات * نواجذهن كالحدإ الوقيع *
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»