* فالنقي مختص بدار بعدها * لك لا أبا لك موعدا لن تخلفه * وأنشدنا قاضي القضاة أبو القاسم عبد الرحمن بن قاضي القضاة أبي محمد بن عبد الوهاب بن خلف العلامي بالقاهرة لنفسه:
* قالوا يريد ولا يكون مراده * عدلوا ولكن عن طريق المعرفة * * (وأنا أول المؤمنين) * قال ابن عباس ومجاهد: من مؤمني بني إسرائيل، وقيل: من أهل زمانه إن كان الكفر قد طبق الآفاق، وقال أبو العالية بأنك لا ترى في الدنيا، وقال الزمخشري: بأنك لست بمرئي ولا مدرك بشيء من الحواس، وقال أيضا بعظمتك وجلالك وأن شيئا لا يقوم لبطشك وبأسك انتهى، وتفسيره الأول على طريقة المعتزلة وقد ذكر متكلمو أهل السنة دلائل على رؤية الله تعالى سمعية وعقلية يوقف عليها وعلى حجج الخصوم في كتب أصول الدين.
* (قال ياءادم * موسى إنى * اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين) * لما طلب موسى عليه السلام الرؤية ومنعها عدد عليه تعالى وجوه ونعمة العظيمة عليه وأمره أن يشتغل بشكرها وهذه تسلية منه تعالى له والاصطفاء تقدم شرحه وعلى الناس لفظ عام ومعناه الخصوص أي على أهل زمانك أو يبقى على عمومه ويعني في مجموع الدرجتين الرسالة والكلام قاله ابن عطية وينبغي أن يحمل ذلك على وقوع الكلام في الأرض إذ ثبت أن آدم نبي مكلم وتؤول على أن ذلك في الجنة ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم) ويظهر من حديث الإسراء أنه كلمه الله تعالى ويدل قوله * (وبكلامي) * على أنه سمع الكلام من الله لا من غيره لأن الملائكة تنزل على الرسل بكلام الله وقدم * (برسالاتي) * وعلي * (وبكلامي) * لأن الرسالة أسبق في الزمان أو لأنه انتقل من شريف إلى أشرف، وقرأ الحرميان برسالتي على الإفراد وهو مراد به المصدر أي بإرسالي أو يكون على حذف مضاف أي بتبليغ رسالتي لأن مدلول الرسالة غير مدلول المصدر، وقرأ باقي السبعة بالجمع لأن الذي أرسل به ضروب وأنواع، وقرأ الجمهور * (وبكلامي) * فاحتمل أن يكونن مصدرا أي وبتكليمي أو يكون على حذف مضاف أي وبسماع كلامي، وقرأ أبو رجاء برسالتي وبكلمي جمع كلمة أي وبسماع كلمي، وقرأ الأعمش برسالاتي وتكلمي، وحكى عنه المهدوي وتكليمي على وزن تفعيلي وأمره تعالى أن يأخذ ما آتاه من النبوة لأن في الأمر بالأخذ مزيد تأكيد وحصول أجر بالامتثال والمعني خذ ما آتيتك باجتهاد في تبليغه وجد في النفع به * (وكن من الشاكرين) * على ما آتيناك وفي ذلك إشارة إلى القنع والرضا بما أعطاه الله والشكر عليه. * (وكتبنا * فى الالواح من كل شىء) * قيل: إن موسى عليه السلام صعق يوم الجمعة يوم عرفة وأفاق فيه وأعطى التوراة يوم النحر وظاهر قوله * (وكتبنا) * نسبة الكتابة إليه. فقيل كتب بيده وأهل السماء يسمعون صرير القلم في اللوح، وقيل: أظهرها وخلقها في الألواح، وقيل: أمر القلم أن يخط لموسى في الألواح، وقيل: كتبها جبريل عليه السلام بالقلم الذي كتب به الذكر واستمد من نهر النور ففي هذين القولين أسند ذلك إلى نفسه تشريف إذ ذاك صادر عن أمره، وقيل: معنى * (كتبنا) * فرضنا كقوله تعالى * (كتب عليكم الصيام) * والضمير في * (له) * عائد على موسى * (* والألواح) * جمع قلة وأل فيها لتعريف الماهية فإن كان هو الذي قطعها وشققها فتكون أل فيها للعهد، وقال ابن عطية: عوض من الضمير الذي يقدر وصلة بين الألواح وموسى عليه السلام تقديره في