بالرجفة وفرقة هلكت بالظلة، وقال الطبري بلغني أن رجلا منه يقال له عمرو بن جلها لما رأى الظلة. قال الشاعر:
* يا قوم إن شعيبا مرسل فذروا * عنكم سميرا وعمران بن شداد إني أرى غيمة يا قوم قد طلعت تدعو بصوت على صمانة الواد وإنه لن تروا فيها صحاء غدإلا الرقيم تمشي بين أنجاد * سمير وعمران كاهناهم والرقيم كلبهم، وعن أبي عبد الله البجلي: أبو جاد وهوز وحطى وكلمن وسعفص وقرشت أسماء كملوك مدين وكان كلمن ملكهم يوم نزول العذاب بهم زمان شعيب عليه السلام فلما هلك قالت ابنته تبكيه:
* كلمن قد هد ركني * هلكه وسط المحله * * سيد القوم أتاه * حتف نار وسط ظله * * جعلت نار عليهم * دارهم كالمضمحله * * (الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها) * أي كأن لم يقيموا ناعمي البال رخيي العيش في دارهم وفيها قوة الإخبار عن هلاكهم وحلول المكروه بهم والتنبيه على الاعتبار بهم كقوله تعالى: * (فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس) * وكقول الشاعر:
* كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر * وقال ابن عطية: وغنيت بالمكان إنما يقال في الإقامة التي هي مقترنة بتنعم وعيش رخي هذا الذي استقريت من الأشعار التي ذكرت العرب فيها هذه اللفظة وأنشد على ذلك عدة أبيان ثم قال وأما قول الشاعر:
* غنينا زمانا بالتصعلك والغنى * فكلا سقانا بكاسيهما الدهر * فمعناه استغنينا ورضينا مع أن هذه اللفظة ليست مقترنة بمكان انتهى، وقال ابن عباس: كأن لم يعمروا، وقال قتادة: كأن لم ينعموا، وقال الأخفش: كأن لم يعيشوا، وقال أيضا قتادة وابن زيد ومقاتل: كأن لم يكونوا، وقال الزجاج: كأن لم ينزلوا، وقال ابن قتيبة: كأن لم يقيموا و * (الذين) * مبتدأ والجملة التشبيهية خبره، قال الزمخشري: وفي هذا الابتداء معنى الاختصاص كأنه قيل * (الذين كذبوا) * شعيبا المخصوصون بأن أهلكوا واستؤصلوا كأن لم يقيموا في دارهم لأن الذين اتبعوا شعيبا قد أنجاهم الله تعالى انتهى، وجوز أبو البقاء أن يكون الخبر * (الذين كذبوا شعيبا) * كانوا هم الخاسرين و * (كأن لم يغنوا) * حال من الضمير في * (كذبوا) *