تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٢
يطعمهآ إلا من نشآء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها افترآء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون * وقالوا ما فى بطون هاذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركآء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم * قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افترآء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين * وهو الذىأنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذآ أثمر وءاتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) *)) ) * * (لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون) * أي لهم الجنة و * (السلام) * اسم من أسماء الله تعالى كما قيل في الكعبة بيت الله قاله ابن عباس وقتادة وأضيفت إليه تشريفا أو دار السلامة من كل آفة والسلام والسلامة بمعنى كاللذاد واللذاذة والضلال والضلالة قاله الزجاج، أو * (دار السلام) * بمعنى التحية لأن تحية أهلها فيها سلام قاله أبو سليمان الدمشقي، ومعنى * (عند ربهم) * في نزله وضيافته كما تقول: نحن اليوم عند فلان أي في كرامته وضيافته قاله قوم، أو في الآخرة بعد الحشر قاله ابن عطية، أو في ضمانه كما تقول فلان: علي حق لا ينسى أو ذخيرة لهم لا يعلمون كنهها لقوله: * (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) * قاله قوم منهم الزمخشري أو على حذف مضاف، أو عند لقاء ربهم قاله قوم أوفي جواره كما جاء في جوار الرحمن في جنة عدن على الظرفية المجازية الدالة على شرف الرتبة والمنزلة، كما قاله في صفة الملائكة * (ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته) *، وكما قال * (فى مقعد صدق عند مليك مقتدر) * وكما قال ابن * (لى عندك بيتا فى الجنة) * وهو وليهم أي مواليهم ومحبهم أو ناصرهم على أعدائهم أو متوليهم بالجزاء على أعمالهم.
* (ويوم يحشرهم) * جميعا * (جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس) * الظاهر العموم في الثقلين لتقدم ذكر الشياطين وهم الجن والكفرة أولياؤهم والمؤمنون الذين * (لهم دار السلام) * قال معناه الزمخشري وابن عطية، قال ابن عطية: ويدل عليه التأكيد العام بقوله: * (جميعا) *. وقال التبريزي: وهذا النداء يدل على أن الضمير في يحشرهم دخل فيه الجن حين حشرهم ثم ناداهم، أما الثقلان فحسب أو هما وغيرهما من الخلائق؛ انتهى. ومن جعل ويوم معطوفا على * (بما كانوا يعملون) * ويوم نحشرهم فالعامل في الظرف وليهم وكان الضمير خاصا بالمؤمنين وهو بعيد، والأولى أن يكون الظرف معمولا لفعل القول المحكى به النداء أي * (ويوم نحشرهم * نقول * كانوا يعبدون الجن) * وهو أولى مما أجاز بعضهم من نصبه باذكر مفعولا به بخروجه عن الظرفية ومما أجاز الزمخشري من نصبه بفعل مضمر غير فعل القول واذكر تقديره عنده * (ويوم نحشرهم) * وقلنا * (كانوا يعبدون الجن) * كان ما لا يوصف لفظاعته لاستلزامه حذف جملتين من الكلام جملة وقلنا وجملة العامل، وقدر الزجاج فعل القول المحذوف مبنيا للمفعول التقدير فيقال لهم لأنه يبعد أن يكلمهم الله شفاها بدليل قوله * (ولا يكلمهم الله) * ونداؤهم نداء شهرة وتوبيخ على رؤوس الأشهاد والمعشر الجماعة ويجمع على المعاشر كما جاء نحن معاشر الأنبياء لا نورث. وقال الأفوه:
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»