تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٨
وقال في المتعدي:
* أصاخ من نبأة أصغى لها أذنا * صماخها بدسيس الذوق مستور * وأصله الميل يقال: صغت النجوم: مالت للغروب. وفي الحديث: (فأصغى لها الإناء).
قال أبو زيد: ويقال: صغوه معك وصغوه وصغاه. ويقال: أكرموا فلانا في صاغيته أي في قرابته الذين يميلون إليه ويطلبون ما عنده.
اقترف اكتسب وأكثر ما يكون في الشر والذنوب. ويقال: خرج يقترف لأهله: أي يكتسب لهم، وقارف فلان الأمر: أي واقعه وقرفه بكذا رماه بريبة، واقترف كذبا وأصله اقتطاع قطعة من الشيء.
خرص حزر وقال بغير تيقن ولا علم ومنه خرص بمعنى كذب وافتى خرصا وخروصا.
وقال الأزهري: وأصله التظني فيما لا يستيقن.
الشرح البسط والتوسعة.
قال الليث يقال: شرح الله صدره فانشرح.
وقال ابن الأعرابي: الشرح الفتح.
وقال ابن قتيبة: ومنه شرحت لك الأمر وشرحت اللحم فتحته.
الضيق فيعل من ضاق الشيء انضمت أجزاؤه إذا كان مجوفا.
الحرج: اسم فاعل من حرج إذا اشتد ضيقه، وبالفتح المصدر، قاله الزجاج وأبو علي.
وقال الفراء: هما بمنزلة الواحد والوحد والفرد، والفرد والدنف والدنف يعني أنهما وصفان انتهى. وأصله من الحرجة وهي شجرة تحف بها الأشجار حتى تمنع الداعي أن يصل إليها.
وقال أبو الهيثم: الحراج غياض من شجر السلم ملتفة واحدها حرجة لا يقدر أحد أن يدخل فيها أو ينفذ.
* (ولو أننا نزلنا إليهم الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شىء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) * أي لو أتيناهم بالآيات التي اقترحوها من إنزال الملائكة في قولهم * (لولا أنزل عليه ملك) * وتكليم الموتى إياه في قولهم * (فأتوا بئابائنا) * وفي قولهم أخي قصي بن كلاب وجدعان بن عمرو، وهما أمينا العرب، والوسطان فيهم. وحشر كل شيء عليهم من السباع والدواب والطيور وشهادتهم بصدق الرسول.
وقال الزمخشري: * (وحشرنا عليهم كل شىء) * قالوا: * (أو تأتى بالله والملئكة قبيلا) *.
وقرأ نافع وابن عامر قبلا بكسر القاف وفتح الباء، ومعناه مقابلة أي عيانا ومشاهدة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد، ونصبه على الحال.
وقال المبرد: معناه ناحية كما تقول: زيد قبلك، ولي قبل فلان دين، فانتصابه على الظرف وفيه بعد.
وقرأ باقي السبعة قبلا بضم القاف والباء. فقال مجاهد وابن زيد وعبد الله بن يزيد: جمع قبيل وهو النوع، أي نوعا نوعا وصنفا صنفا.
وقال الفراء والزجاج: جمع قبيل بمعنى كفيل أي: كفلا بصدق محمد. يقال قبلت الرجل أقبله قبالة، أي كفلت به والقبيل والكفيل والزعيم والأدين والحميل والضمين بمعنى واحد. وقيل قبلا بمعنى قبلا أي مقابلة ومواجهة. ومنه أتيتك قبلا لا دبرا. أي من قبل وجهك. وقال تعالى: * (إن كان قميصه * من قبل) * وقرئ لقبل عدتهن: أي لاستقبالها ومواجهتها. وهذا القول عندي أحسن لاتفاق القراءتين.
وقرأ الحسن وأبو رجاء وأبو حيوة، قبلا بضم القاف وسكون الباء على جهة التخفيف من الضم.
وقرأ أبي والأعمش قبيلا بفتح القاف وكسر الباء وياء بعدها، وانتصابه في هذه القراءة على الحال.
وقرأ ابن مصرف بفتح القاف وسكون الباء وجواب * (لو) * * (ما كانوا ليؤمنوا) * وقدره الحوفي لما كانوا قال: وحذفت اللام وهي مراده، ولبس قوله بجيد لأن المنفي بما إذا وقع جوابا للوفا لأكثر في
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»