تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٢ - الصفحة ٣١
* فقلت له أجمل فوق طوقك إنها * مطبعة من يأتها لا يضيرها * الشهر مصدر: شهر الشيء يشهره، أظهره ومنه الشهرة، وبه سمي الشهر، وهو: المدة الزمانية التي يكون مبدأ الهلال فيها خافيا إلى أن يستسر، ثم يطلع خافيا. سمي بذلك لشهرته في حاجة الناس إليه في المعاملات وغيرها من أمورهم وقال الزجاج: الشهر الهلال. قال:
والشهر مثل قلامة الظفر سمي بذلك لبيانه، وقيل: سمي الشهر شهرا باسم الهلال إذا أهل سمي شهرا، وتقول العرب: رأيت الشهر أي: هلاله. قال ذو الرمة (شعرا).
ترى الشهر قبل الناس وهو نحيل ويقال: أشهرنا، أي: أتى علينا شهر، وقال الفراء: لم أسمع منه فعلا إلا هذا، وقال الثعلبي: يقال شهر الهلال إذا طلع، ويجمع الشهر قلة على: أفعل، وكثرة على: فعول، وهما مقيسان فيه.
رمضان علم على شهر الصوم، وهو علم جنس، ويجمع على: رمضانات وأرمضة، وعلقة هذا الاسم من مدة كان فيها في الرمضى، وهو: شدة الحرة، كما سمي الشهر ربيعا من مدة الربيع، وجمادى من مدة الجمود، ويقال: رمض الصائم يرمض: احترق جوفه من شدة العطش، ورمضت الفصال: أحرق الرمضاء أخفافها فبركت من شدة الحر، وانزوت إلى ظل أمهاتها، ويقال: أرمضته الرمضاء: أحرقته، وأرمضني الأمر.
وقيل: سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب، أي: يحرقها بالأعمال الصالحة، وقيل: لأن القلوب تحترق من الموعظة فيه والفكرة في أمر الآخرة، وقيل: من رمضت النصل: رققته بين حجرين ليرق، ومنه: نصل رميض ومرموض، عن ابن السكيت. وكانوا يرمضون أسلحتهم في هذا الشهر ليحاربوا بها في شوال قبل دخول الأشهر الحرام، وكان هذا الشهر في الجاهلية يسمى: ناتقا أنشد المفضل.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»