وابن عباس، وقرئ أيضا هكذا لكن بضم ياء المضارع على البناء للمفعول، ورد بعضهم هذه القراءة، وقال: هي باطلة لأنه مأخوذ من الطوق. قالوا: ولازمة فيه، ولا مدخل للياء في هذا المثال.
وقال ابن عطية: تشديد الياء في هذه اللفظة ضعيف انتهى. وإنما ضعف هذا، أو امتنع عند هؤلاء، لأنهم بنوا على أن الفعل على وزن تفعل، فأشكل ذلك عليهم، وليس كما ذهبوا إليه، بل هو على وزن: تفعيل من الطوق، كقولهم: تدير المكان وما بها ديار، فأصله: تطيوقون، اجتمعت ياء واو، وسبقت إحداهما بالسكون، فأبدلت الواو ياء وأدغمت فيها الياء، فقيل: تطيق يتطيق، فهذا توجيه هذه القراءة وهو توجيه نحوي واضح.
(فهذه ست قراءات) يرجع معناها إلى الاستطاعة والقدرة، فالمبني منها للفاعل ظاهر، والمبني منها للمفعول معناه: يجعل مطيقا لذلك، ويحتمل قراءة تشديد الواو والياء أن يكون لمعنى التكليف، أي: يتكلفونه أو يكلفونه، ومجازه أن يكون من الطوق بمعنى القلادة، فكأنه قيل: مقلدون ذلك، أي: يجعل في أعناقهم، ويكون كناية عن التكليف، أي: يشق عليهم الصوم. وعلى هذين المعنيين حمل المفسرون قوله تعالى: * (وعلى الذين يطيقونه) * والضمير عائد على الصوم، فاختلفوا، فقال معاذ بن جبل، وابن عمر، وسلمة بن الأكوع، والحسن البصري، والشعبي، وعكرمة، وابن شهاب، والضحاك: كان الصيام على المقيمين القادرين مخيرا فيه، فمن شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم، ثم نسخ ذلك * (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) * وهذا قول أكثر المفسرين، وقيل: ثم محذوف معطوف تقديره: يطيقونه، أو الصوم، لكونهم كانوا شبابا ثم عجزوا عنه بالشيخوخة، قاله سعيد بن المسيب والسدي.
وقيل: المعنى: وعلى الذين يطيقون الصوم، وهو بصفة المرض الذي يستطيع معه الصوم، فخير هذا بين أن يصوم وبين أن يفطر ويفدي، ثم نسخ ذلك بقوله: * (فليصمه) * فزالت الرخصة إلا لمن عجز منهم، قاله ابن عباس. وجوز بعضهم أن تكون: لا، محذوفة، فيكون الفعل منفيا، وقدره: وعلى الذين لا يطيقونه، قال: حذف: لا، وهي مرادة. قال ابن أحمد.
* آليت أمدح مقرفا أبدا * يبقى المديح ويذهب الرفد * وقال الآخر:
* فخالف، فلا والله تهبط تلعة * من الأرض إلا أنت للذل عارف * وقال امرؤ القيس:
* فقلت يمين الله أبر قاعدا * ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي *