امرؤ وامرأة، وكتبت من خط أستاذنا أبي جعفر بن الزبير رحمه الله تعالى:
* كل جار ظل مغتبطا * غير جيراني بني جبله * * هتكوا جيب فتاتهم * لم يبالوا حرمة الرجله * الدرجة: المنزلة، وأصله من درجت الشيء وأدرجته: طويته، ودرج القوم فنوا، وأدرجهم الله فهو كطي الشيء منزلة منزلة والدرجة المنزلة من منازل الطي، ومنه الدرجة التي يرتقى إليها.
الإمساك: للشيء حبسه، ومنه اسمان: مسك ومساك، يقال: إنه لذو مسك وميساك إذا كان بخيلا، وفيه مسكة من خير أي: قوة، وتماسك ومسيك بين المساكة.
التسريح: الإرسال، وسرح الشعر خلص بعضه من بعض، والماشية أرسلها لترعى، والسرح الماشية، وناقة مسرح سهلة المسير لانطلاقها فيه.
* (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) * قال ابن عباس: نزلت في عبد الله بن رواحة وختنه بشير بن النعمان، كان بينهما شيء، فحلف عبد الله أن لا يدخل عليه ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين زوجته، وجعل يقول: حلفت بالله، فلا يحل لي إلا بر يميني.
وقال الربيع: نزلت في الرجل يحلف أن لا يصل رحمه ولا يصلح بين الناس؛ وقال ابن جريج: في أبي بكر حين حلف لا ينفق على مسطح حين تكلم في الإفك، وقال المقاتلان ابن حيان وابن سليمان: حلف لا ينفق على ابنه عبد الرحمن حتى يسلم؛ وقيل: حلف أن لا يأكل مع الأضياف حين أخر ولده عنهم العشاء، وغضب هو على ولده.
وقالت عائشة: نزلت في تكرير الأيمان بالله، فنهى أن يحلف به برا، فكيف فاجرا.
ومناسبة هذه الآية لما قبلها، أنه تعالى لما أمر بتقوى بالله تعالى، وحذرهم يوم الميعاد، نهاهم عن ابتذال اسمه، وجعله معرضا لما يحلفون عليه دائما، لأن من يتقي ويحذر تجب صيانة اسمه وتنزيهه عمالا يليق به من كونه يذكر في كل ما يحلف عليه، من قليل أو كثير، عظيم أو حقير، لأن كثرة ذلك توجب عدم الاكتراث بالمحلوف به.
وقد تكون المناسبة بأنه تعالى لما أمر المؤمنين بالتحرز في أفعالهم السابقة من: الخمر، والميسر، وإنفاق العفو، وأمر اليتامى، ونكاح من أشرك، وحيال وطء الحائض، أمرهم تعالى بالتحرز في أقوالهم، فانتظم بذاك أمرهم بالتحرز في الأفعال والأقوال.
واختلفوا في فهم هذه الجملة من قوله * (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) * وهو خلاف مبنى على الاختلاف في اشتقاق العرضة، فقيل: نهوا عن أن يجعلوا الله معدا لايمانهم فيحلفوا به في البر والفجور، فإن الحنث مع الإكثار فيه قلة رعي بحق الله تعالى، كما روي عن عائشة أنها نزلت في تكثير اليمين بالله، نهى أن يحلف الرجل به برا فكيف فاجرا؟ وقد ذم الله من أكثر الحلف بقوله: * (ولا تطع كل حلاف مهين) * وقال: * (واحفظوا أيمانكم) *. والعرب تمدح بالإقلال من الحلف قال كثير:
* قليل ألا لا يا حافظ ليمينه * إذا صدرت منه الألية برت * والحكمة في النهي عن تكثير الأيمان بالله أن ذلك لا يبقي لليمين في قلبه وقعا، ولا يؤمن من إقدامه على اليمين الكاذبة، وذكر الله أجل من أن يستشهد به في الأعراض الدنيوية.
وقيل: المعنى: ولا تجعلوا الله قوة لأيمانكم، وتوكيدا لها، وروي عن قريب من هذا المعنى عن: ابن عباس، وإبراهيم، ومجاهد، والربيع، وغيرهم قال: المعنى: فيما تريدون الشدة فيه من ترك صلة الرحم، والبر والإصلاح، وقيل: المعنى: ولا تجعلوا الله حاجزا ومانعا من البر والإصلاح، ويؤكذه