تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ١٢٤
أسيرها وهل هي مركبة من حرفين أم هي حرف واحد؟ وإذا كانت من حرفين فهل الهمزة زائدة أم لا؟ مذاهب. والله أعلم لا يطلق إلا على المعبود بحق مرتجل غير مشتق عند الأكثرين وقيل مشتق ومادته قيل: لام وياء وهاء من لاه يليه ارتفع. قيل: ولذلك سميت الشمس إلاهه بكسر الهمزة وفتحها وقيل: لام وواو وهاء من لاه يلوه لوها احتجب أو استنار ووزنه إذ ذاك فعل أو فعل وقيل: الألف زائدة ومادته همزة ولام من أله أي فزع قاله ابن إسحاق أو أله تحير قاله أبو عمر وأله عبد قاله النضر أو أله سكن قاله المبرد. وعلى هذه الأقاويل فحذفت الهمزة اعتباطا كما قيل في ناس أصله أناس أو حذفت للنقل ولزم مع الإدغام وكلا القولين شاذ. وقيل: مادته واو ولام وهاء من وله أي طرب وأبدلت الهمزة فيه من الواو نحو أشاح قاله الخليل و القناد وهو ضعيف للزوم البدل. وقولهم في الجمع آلهة وتكون فعالا بمعنى مفعول كالكتاب يراد به المكتوب. وأل في الله إذا قلنا أصله الإلاه قالوا للغلبة إذ الإله ينطلق على المعبود بحق وباطل والله لا ينطلق إلا على المعبود بالحق فصار كالنجم للثريا. وأورد عليه بأنه ليس كالنجم لأنه بعد الحذف والنقل أو الإدغام لم يطلق على كل إله ثم غلب على المعبود بحق ووزنه على أن أصله فعال فحذفت همزته عال. وإذا قلنا بالأقاويل السابقة فأل فيه زائدة لازمة وشذ حذفها في قولهم لاه أبوك شذوذ حذف الألف في أقبل سيل. أقبل جاء من عند الله. وزعم بعضهم أن أل في الله من نفس الكلمة ووصلت الهمزة لكثرة الاستعمال وهو اختيار أبي بكر بن العربي و السهيلي وهو خطأ لأن وزنه إذ ذاك يكون فعالا وامتناع تنوينه لا موجب له فدل على أن أل حرف داخل على الكلمة سقط لأجلها التنوين. وينفرد هذا الاسم بأحكام ذكرت في علم النحو ومن غريب ما قيل: إن أصله لاها بالسريانية فعرب قال:
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»