تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ١٣٥
العقيلي ساكن البصرة. وقرأ مليك على وزن فعيل أبي وأبو هريرة وأبو رجاء العطاردي. وقرأ مالك بالإمالة البليغة يحيى بن يعمر وأيوب السختياني وبين بين قتيبة بن مهران عن الكسائي. وجهل النقل أعني في قراءة الإمالة أبو علي الفارسي فقال: لم يمل أحد من القراء ألف مالك وذلك جائز إلا أنه لا يقرأ بما يجوز إلا أن يأتي بذلك أثر مستفيض. وذكر أيضا أنه قرىء في الشاذ ملاك بالألف والتشديد للام وكسر الكاف. فهذه ثلاث عشرة قراءة بعضها راجع إلى الملك وبعضها إلى الملك قال اللغويون: وهما راجعان إلى الملك وهو الربط ومنه ملك العجين. وقال قيس بن الخطيم:
* ملكت بها كفى فانهرت فتقها * يرى قائما من دونها ما وراءها * والأملاك ربط عقد النكاح ومن ملح هذه المادة أن جميع تقاليبها الستة مستعملة في اللسان وكلها راجع إلى معنى القوة والشدة فبينها كلها قدر مشترك وهذا يسمى بالإشتقاق الأكبر ولم يذهب إليه غير أبي الفتح. وكان أبو علي الفارسي يأنس به في بعض المواضع وتلك التقاليب: ملك مكل كمكل لكم كمل كملم. وزعم الفخر الرازي أن تقليب كمكل مهمل وليس بصحيح بل هو مستعمل بدليل ما أنشد الفراء من قول الشاعر:
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»