تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ١ - الصفحة ١١٩
على الله بها. وقال ((ابن عباس)): الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر، ووصف علي ((جابر بن عبد الله)) لكونه يعرف تفسير قوله تعالى * (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) * [القصص 85]، ورحل ((مسروق)) إلى ((البصرة)) في تفسير آية فقيل له الذي يفسرها رجع إلى ((الشام)) فتجهز ورحل إليه حتى علم تفسيرها، وقال ((مجاهد)): أحب الخلق إلى الله تعالى أعلمهم بما أنزل.
(وما روى) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كونه لا يفسر من كتاب الله إلا أبا بعدد، علمه إياهن جبرائيل عليه السلام محمول ذلك على مغيبات القرآن وتفسيره لمجمله ونحوه مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى.
(وما روى) عنه صلى الله عليه وسلم من قوله (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) محمول على من تسور على تفسيره برأيه دون النظر في أقوال العلماء، وقوانين العلوم، كالنحو واللغة والأصول وليس من اجتهد ففسر على قوانين العلم والنظر بداخل في ذلك الحديث، ولا هو يفسر برأيه، ولا يوصف بالخطا.
[المفسرون من الصحابة] والمنقول عنه الكلام في تفسير القرآن من الصحابة جماعة، منهم ((علي بن أبي طالب))، و ((عبد الله بن مسعود))، و ((أبي بن كعب))، و (زيد بن ثابت))، و ((عبد الله بن عمرو بن العاص))، فهؤلاء مشاهير من أخذ عنه التفسير من الصحابة رضي الله عنه تعالى عنهم، وقد نقل عن غير هؤلاء غير ما شيء من التفسير.
[المفسرون من التابعين] (ومن المتكلمين) في التفسير من التابعين، ((الحسن بن أبي الحسن))، و ((مجاهد بن جبر))،
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»