و ((سعيد بن جبير))، و ((علقمة))، و ((الضحاك بن مزاحم))، و ((السدي)) و ((وأبو صالح))، وكان ((الشعبي)) يطعن على ((السدي)) و ((أبي صالح))، لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
[منهج التفسير في العصور المتقدمة له والمتأخرة] ثم تتابع الناس في التفسير وألفوا فيه التأليف، وكانت تآليف المتقدمين أكثرها إنما هي شرح لغة، ونقل سبب، ونسخ، وقصص، لأنهم كانوا قريبي عهد بالعرب، وبلسان العرب، فلما فسد اللسان وكثرت العجم، ودخل في دين الإسلام أنواع الأمم المختلفو الألسنة، والناقصو الإدراك احتاج المتأخرون إلى إظهار ما انطوى عليه كتاب الله تعالى من غرائب التركيب، وانتزاع المعاني وإبراز النكت البيانية، حتى يدرك ذلك من لم تكن في طبعه، ويكتسها من لم تكن نشأته عليها، ولا عنصره يحركه إليها، بخلاف الصحابة والتابعين من العرب، فإن ذلك كان مركوزا في طباعهم يدركون تلك المعاني كلها من غير موقف ولا معلم، لأن ذلك لسانهم وخطتهم وبيانهم، على أنهم كانوا يتفاوتون أيضا في الفصاحة وفي البيان، ألا ترى إلى قوله صلى الله عليه وسلم حين سمع كلام ((عمرو بن الأهتم)) في ((الزبرقان)): إن من البيان لسحرا، وقد أشرنا فيما تقدم إلى تفاوت العرب في الفصاحة.