سورة الذاريات * (والذاريات ذروا) * هي الرياح تذرو التراب وغيره ومنه قوله تعالى * (تذروه الرياح) * وانتصب ذروا على المصدرية * (فالحاملات وقرا) * هي السحاب تحمل المطر والوقر الحمل وهو مفعول به * (فالجاريات يسرا) * هي السفن تجري في البحر وإعراب يسرا صفة لمصدر محذوف ومعناه بسهولة * (فالمقسمات أمرا) * هي الملائكة تقسم أمر الملكوت من الأرزاق والآجال وغير ذلك وأمرا مفعول به وقيل إن الحاملات وقرا السفن وقيل جميع الحيوان الحامل وقيل إن الجاريات يسرا السحاب وقيل الجواري من الكواكب والأول أشهر وهو قول علي بن أبي طالب * (إنما توعدون لصادق) * هذا جواب القسم ويحتمل توعدون أن يكون من الوعد أو من الوعيد والأظهر أنه يراد به البعث في الآخرة وهو يشمل الوعد والوعيد * (وإن الدين لواقع) * الدين هنا الجزاء وقيل الحساب * (والسماء ذات الحبك) * أي ذات الطرائق مثل الطرائق التي تكون في الماء إذا هبت عليه الرياح وكذلك حبك الزرع وهي الطرائق التي فيه وقيل الحبك النجوم وقيل زينة السماء وقيل حسن خلقتها وواحد الحبك حباك أو حبيكة * (إنكم لفي قول مختلف) * يحتمل أن يكون خطابا لجميع الناس لأنهم اختلفوا فمنهم مؤمن ومنهم كافر ويحتمل أن يكون خطابا للكفار خاصة لأنهم اختلفوا فقال بعضهم ساحر وقال بعضهم كاهن وقال بعضهم شاعر * (يؤفك عنه من أفك) * معنى يؤفك يصرف والضمير في عنه يحتمل أربعة أوجه أحدها أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم أو للقرآن أو للإسلام والمعنى يصرف عن الإيمان به من صرف أي من سبق في علم الله أنه مصروف الثاني أن يكون الضمير لما توعدون أو للدين والمعنى يصرف عن الأيمان به من صرف الثالث أن يكون الضمير للقول المختلف والمعنى يصرف عن ذلك القول إلى الاسلام من قضى الله بسعادته وهذا القول حسن إلا أن عرف الاستعمال في أفك ويؤفك إنما هو في العرف من خير إلى شر وهذا من شر إلى خير الرابع أن يكون الضمير للقول المختلف وتكون عن سببية والمعنى يصرف بسبب ذلك القول من صرف عن الايمان * (قتل الخراصون) * دعاء عليهم كقولهم قاتلك الله وقيل قتل بمعنى لعن قال ابن عطية واللفظ لا يقتضي ذلك وقال الزمخشري أصله الدعاء بالقتل ثم جرى مجرى لعن وقبح والخراصون الكذابون وأصل الخرص التخمين والقول بالظن والإشارة إلى الكفار وقيل إلى الكهان والأول أظهر * (الذين هم في غمرة ساهون) * الغمرة
(٦٧)