التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٩٦
موضوعة) قد ذكرنا أكواب ومعنى موضوعة حاضرة معدة بشرابها وفي قوله مرفوعة وموضوعة مطابقة * (ونمارق) * جمع نمرقة وهي الوسادة * (وزرابي) * هي بسط فاخرة وقيل هي الطنافس واحدها زربية * (مبثوثة) * أي متفرقة وذلك عبارة عن كثرتها وقيل مبسوطة * (أفلا ينظرون إلى الإبل) * حض على النظر في خلقتها لما فيها من العجائب في قوتها وانقيادها مع ذلك لكل ضعيف وصبرها على العطش وكثرة المنافع التي فيها من الركوب والحمل عليها وأكل لحومها وشرب ألبانها وأبوالها وغير ذلك وقيل أراد بالإبل السحاب وهذا بعيد وإنما حمل قائلة عليه مناسبتها للسماء والأرض والجبال والصحيح أن المراد الحيوان المعروف وإنما ذكره لما فيه من العجائب ولاعتناء العرب به إذ كانت معايشهم في الغالب منه وهو أكثر المواشي في بلادهم * (لست عليهم بمصيطر) * أي قاهر متسلط وهذا من المنسوخ بالسيف * (إلا من تولى) * استثناء منقطع معناه لكن من تولى * (وكفر فيعذبه الله) * وقيل هو استثناء من مفعول فذكر والمعنى ذكر كل أحد إلا من تولى حتى يئست منه فهو على هذا متصل وقيل هو استثناء من قوله لست عليهم بمسيطر أي لا تسلط إلا على من تولى وكفر وهو على هذا متصل ولا نسخ فيه إذ لا موادعة فيه وهذا بعيد لأن السورة مكية والموادعة بمكة ثابتة * (إن إلينا إيابهم) * أي رجعوهم والآية تهديد سورة الفجر * (والفجر) * أقسم الله تعالى بالفجر وهو الطالع كل يوم كما أقسم بالصبح وقيل أراد صلاة الفجر وقيل أراد النهار كله وقيل فجر يوم الجمعة وقيل فجر يوم النحر وقيل فجر ذي الحجة ولا دليل على هذه التخصيصات وقيل أراد انفجار العيون من الحجارة وهذا بعيد والأول أظهر وأشهر * (وليال عشر) * هي عشر ذي الحجة عند الجمهور وقيل العشر الأول من المحرم وفيها عاشوراء وقيل العشر الأواخر من رمضان وقيل العشر الأول منه * (والشفع والوتر) * روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة وروى عنه عليه الصلاة والسلام أنها الصلوات منها شفع ووتر وقيل الشفع التنفل بالصلاة مثنى مثنى والوتر الركعة الواحدة المعروفة وقيل الشفع العالم والوتر الله لأنه واحد وقيل الشفع آدم وحواء والوتر الله تعالى وقيل الشفع الصفا والمروة والوتر البيت الحرام وقيل الشفع أبواب الجنة لأنها ثمانية والوتر أبواب النار لأنها سبعة وقيل الشفع قران الحج والوتر إفراده وقيل المراد الأعداد منها شفع ووتر فهذه عشرة أقوال وقرئ الوتر بفتح الواو وكسرها وهما لغتان * (والليل إذا يسر) * أي إذا يذهب فهو كقوله والليل إذ أدبر وقيل أراد يسرى فيه فهو على هذا كقولهم ليلة
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»