لاستماع القرآن والبركة به * (ملتحدا) * أي ملجأ * (إلا بلاغا) * بدل من ملتحدا أي لا أجد ملجأ إلا بلاغ الرسالة ويحتمل أن يكون استثناء منقطعا * (من الله) * قال الزمخشري هذا الجار والمجرور ليس بصلة البلاغ إنما هو بمعنى بلاغا كائنا من الله ويحتمل عندي أن يكون متعلقا ببلاغا والمعنى بلاغ من الله * (ورسالاته) * قال الزمخشري إنه معطوف على بلاغا كأنه قال إلا التبليغ والرسالة ويحتمل أن يكون ورسالاته معطوفا على اسم الله * (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) * جمع خالدين على معنى من يعص لأنه في معنى الجمع والآية في الكفار وحملها المعتزلة على عصاة المؤمنين لأن مذهبهم خلودهم في النار والدليل على أنها في الكفار وجهان أحدهما أنها مكية والسورة المكية إنما الكلام فيها مع الكفار والآخر دلالة ما قبلها وما بعدها على أن المراد بها الكفار * (حتى إذا رأوا ما يوعدون) * تعلقت حتى بقوله يكونون عليه لبدا وجعلت غاية لذلك والمعنى أنهم يكفرون ويتظاهرون عليه حتى إذا رأوا ما يوعدون قال ذلك الزمخشري وقال أيضا يجوز أن يتعلق بمحذوف يدل على المعنى كأنه قيل لا يزالون على ما هم عليه من الكفر حتى إذا رأوا ما يوعدون وهذا أظهر * (قل إن أدري أقريب ما توعدون) * إن هنا نافية والمعنى قل لا أدري أقريب ما توعدون أم بعيد وعبر عن بعده بقوله أم يجعل له ربي أمدا ويعني بما توعدون قتلهم يوم بدر أو يوم القيامة * (فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) * أي لا يطلع أحدا على علم الغيب إلا من ارتضى وهم الرسل فإنه يطلعهم على ما شاء من ذلك ومن في قوله من رسول لبيان الجنس لا للتبعيض والرسل هنا يحتمل أن يراد بهم الرسل من الملائكة وعلى هذا حملها ابن عطية أو الرسل من بني آدم وعلى هذا حملها الزمخشري واستدل بها على نفي كرامات الأولياء الذين يدعون المكاشفات فإن الله خص الاطلاع على الغيب بالرسل دون غيرهم وفيها أيضا دليل على إبطال الكهانة والتنجيم وسائر الوجوه التي يدعي أهلها الاطلاع على الغيب لأنهم ليسوا من الرسل * (فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) * المعنى أن الله يسلك من بين يدي الرسل ومن خلفه ملائكة يكونون رصدا يحفظونه من الشياطين وقد ذكرنا رصدا في هذه السورة قال بعضهم ما بعث الله رسولا ألا ومعه ملائكة يحرسونه حتى يبلغ رسالة ربه * (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) * في الفاعل بيعلم ثلاثة أقوال الأول أي ليعلم الله أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم أي يعلمه موجودا وقد كان علم ذلك قبل كونه الثاني ليعلم محمد أن الملائكة الرصد أبلغوا رسالات ربهم الثالث ليعلم من كفر أن الرسل قد بلغوا الرسالة والأول أظهر وجمع الضمير في أبلغوا وفي ربهم حملا على المعنى لأن من ارتضى من رسول يراد به جماعة * (وأحاط بما لديهم) * أي أحاط الله بما عند الرسل من العلوم والشرائع وهذه الجملة معطوفة على قوله ليعلم لأن معناه أنه قد علم قال ذلك ابن عطية ويحتمل أن تكون هذه الجملة في موضع الحال " وأحصى كل شئ عددا " هذا عموم في جميع الأشياء وعددا منصوب على الحال أو تمييز أو مصدر من معنى أحصى
(١٥٥)