التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٨
فهو من المسامي والمضاهي وقيل من تسمى باسمه لأنه لم يتسم باسم الله غير الله تعالى * (ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا) * هذه حكاية قول من أنكر البعث من القبور والإنسان هنا جنس يراد به الكفار وقيل إن القائل لذلك أبي بن خلف وقيل أمية بن خلف والهمزة التي دخلت على أئذا ما مت للإنكار والاستبعاد واللام في قوله لسوف سيقت على الحكاية لقول من قال بهذا المعنى والإخراج يراد به البعث * (أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل) * احتجاج على صحة البعث ورد على من أنكره لأن النشأة الأولى دليل على الثانية * (لنحشرنهم والشياطين) * يعني قرناءهم من الشياطين الذين أضلوهم والواو للعطف أو بمعنى مع فيكون الشياطين مفعول معه * (جثيا) * جمع جاث ووزنه مفعول من قولك جثا الرجل إذا جلس جلسة الذليل الخائف * (ثم لننزعن من كل شيعة) * الشيعة الطائفة من الناس التي تتفق على مذهب أو اتباع إنسان ومعنى الآية أن الله ينزع من كل طائفة أعتاها فيقدمه إلى النار وقال بعضهم المعنى نبدأ بالأكبر جرما فالأكبر جرما * (أيهم) * اختلف في إعرابه فقال سيبويه هو مبني على الضم لأنه حذف العائد عليه من الصلة وكأن التقدير أيهم أشد فوجب البناء وقال الخليل هو مرفوع على الحكاية تقديره الذي يقال له أشد وقال يونس علق عنها الفعل وارتفعت بالابتداء * (أولى بها صليا) * الصلي مصدر صلى النار ومعنى الآية أن الله يعلم من هو أولى بأن يصلى العذاب * (وإن منكم إلا واردها) * خطاب لجميع الناس عند الجمهور فأما المؤمنون فيدخلونها ولكنها تخمد فلا تضرهم فالورود على هذا بمعنى الدخول كقوله حصب جهنم أنتم لها واردون وأوردهم النار وقيل الورود بمعنى القدوم عليها كقوله ورد ماء مدين والمراد بذلك جواز الصراط وقيل الخطاب للكفار فلا إشكال * (حتما) * أي أمرا لا بد منه * (ثم ننجي الذين اتقوا) * إن كان الورود بمعنى الدخول فنجاة الذين اتقوا بكون النار عليهم بردا وسلاما ثم بالخروج منها وإن كان بمعنى المرور على الصراط فنجاتهم بالجواز والسلامة من الوقوع فيها * (أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا) * الفريقان هم المؤمنون والكفار والمقام اسم مكان من قام وقرئ بالضم من أقام والندي المجلس ومعنى الآية أن الكفار قالوا للمؤمنين نحن خير منكم مقاما أي أحسن حالا في الدنيا وأجمل مجلسا فنحن أكرم على الله منكم * (وكم أهلكنا قبلهم من قرن) * كم مفعول بأهلكنا ومعنى الآية رد على الكفار في قولهم المذكور أي ليس حسن الحال في الدنيا دليلا على الكرامة عند الله لأن الله قد أهلك من كان أحسن حالا منكم في الدنيا * (هم أحسن) * قال الزمخشري هذه الجملة في موضع نصب صفة لكم * (أثاثا) * أي متاع البيت وقال ابن عطية هو اسم عام في المال العين والعروض والحيوان وهو اسم جمع وقيل هو جمع واحده أثاثه * (ورئيا) * بهمزة ساكنة قبل الياء معناه منظر حسن وهو من الرؤية والرئي اسم المرئي وقرئ بتشديد
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»