التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٦
التصديق ووصفه بأنه صديق قبل الوحي نبي بعده ويحتمل أنه جمع الوصفين * (ما لا يسمع ولا يبصر) * يعني الأصنام * (صراطا سويا) * أي قويما لأرجمنك) قيل يعني الرجم بالحجارة وقيل الشتم * (واهجرني مليا) * أي حينا طويلا وعطف اهجرني على محذوف تقديره احذر رجمي لك * (قال سلام عليك) * وداع مفارقة وقيل مسالمة لا تحية لأن ابتداء الكافر بالسلام لا يجوز * (سأستغفر لك) * وعد وهو الذي أشير إليه بقوله عن موعدة وعدها إياه قال ابن عطية معناه سأدعو الله أن يهديك فيغفر لك بإيمانك وذلك لأن الاستغفار للكافر لا يجوز وقيل وعده أن يستغفر له مع كفره ولعله كان لم يعلم أن الله لا يغفر للكفار حتى أعلمه بذلك ويقوي هذا القول قوله واغفر لأبي إنه كان من الضالين ومثل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب لأستغفرن لك ما لم أنه عنك * (حفيا) * أي بارا متلطفا * (وأعتزلكم وما تدعون) * أي ما تعبدون * (إسحاق ويعقوب) * هما ابنه وابن ابنه وهبهما الله له عوضا من أبيه وقومه الذين اعتزلهم * (من رحمتنا) * النبوة وقيل المال والولد واللفظ أعم من ذلك لسان صدق يعني الثناء الباقي عليهم إلى آخر الدهر * (مخلصا) * بكسر اللام أي أخلص نفسه وأعماله لله وبفتحها أي أخلصه الله للنبوة والتقريب * (وكان رسولا نبيا) * النبي أعم من الرسول لأن النبي كل من أوحى الله إليه ولا يكون رسولا حتى يرسله الله إلى الناس مع النبوة فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا * (وناديناه) * هو تكليم الله له * (الطور) * وهو الجبل المشهور بالشام * (الأيمن) * صفة للجانب وكان على يمين موسى حين وقف عليه ويحتمل أن يكون من اليمن * (نجيا) * النجي فعيل وهو المنفرد بالمناجاة وقيل هو من المناجاة والأول أصح * (من رحمتنا) * من سببية أو للتبعيض وأخاه على الأول مفعول وعلى الثاني بدل * (إنه كان صادق الوعد) * روي أنه وعد رجلا إلى مكان فانتظره فيه سنة وقيل الإشارة إلى صدق وعده في قصة الذبح في قوله ستجدني إن شاء الله من الصابرين وهذا يدل على قول من قال إن الذبيح هو إسماعيل * (إدريس) * هو أول نبي بعث إلى أهل الأرض بعد آدم وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»