التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٣
لأنه نادر في العادة وقيل سأله وهو في سن من يرجوه وأجيب بعد ذلك بسنين وهو قد شاخ * (عتيا) * قيل يبسا في الأعضاء والمفاصل وقيل مبالغة في الكبر * (كذلك) * الكاف في موضع رفع أي الأمر كذلك تصديقا له فيما ذكر من كبره وعقم امرأته وعلى هذا يوقف على قوله كذلك ثم يبتدأ قال ربك وقيل إن الكاف في موضع نصب بقال وذلك إشارة إلى مبهم يفسره هو علي هين * (اجعل لي آية) * أي علامة على حمل امرأته * (سويا) * أي سليما غير أخرس وانتصابه على الحال من الضمير في تكلم والمعنى أنه لا يكلم الناس مع أنه سليم من الخرس وقيل إن سويا يرجع إلى الليالي أي مستويات * (فأوحى إليهم) * أي أشار وقيل كتبه في التراب إذ كان لا يقدر على الكلام * (أن سبحوا) * قيل معناه صلوا والسبحة في اللغة الصلاة وقيل قولوا سبحان الله * (يا يحيى) * التقدير قال الله ليحيى بعد ولادته * (خذ الكتاب) * يعني التوراة * (بقوة) * أي في العلم به والعمل به * (وآتيناه الحكم صبيا) * قيل الحكم معرفة الأحكام وقيل الحكمة وقيل النبوة * (وحنانا) * قيل معناه رحمة وقال ابن عباس لا أدري ما الحنان * (وزكاة) * أي طهارة وقيل ثناء كما يزكي الشاهد * (واذكر في الكتاب مريم) * خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم والكتاب القرآن * (إذ انتبذت من أهلها) * أي اعتزلت منهم وانفردت عنهم * (مكانا شرقيا) * أي إلى جهة الشرق ولذلك يصلي النصارى إلى المشرق * (أرسلنا إليها روحنا) * يعني جبريل وقيل عيسى والأول هو الصحيح لأن جبريل هو الذي تمثل لها باتفاق * (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) * لما رأت الملك الذي تمثل لها في صورة البشر قد دخل عليها خافت أن يكون من بني آدم فقالت له هذا الكلام ومعناه إن كنت ممن يتقي الله فابعد عني فإني أعوذ بالله منك وقيل إن تقيا اسم رجل معروف بالشر عندهم وهذا ضعيف وبعيد * (لأهب لك غلاما زكيا) * الغلام الزكي هو عيسى عليه السلام وقرئ ليهب بالياء والفاعل فيه هو ضمير الرب سبحانه وتعالى وقرئ بهمزة التكلم وهو جبريل وإنما نسب الهبة إلى نفسه لأنه هو الذي أرسله الله بها أو يكون قال ذلك حكاية عن الله تعالى * (ولم أك بغيا) * البغي هي المرأة المجاهرة بالزنا ووزن بغي فعول * (ولنجعله آية) * الضمير للولد واللام
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»