الشافع أو المشفوع له * (عهدا) * يريد به الإيمان والأعمال الصالحة ويحتمل أن يريد به الإذن في الشفاعة وهذا أرجح لقوله لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن والظاهر أن ذلك إشارة إلى شفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الموقف حين ينفرد بها ويقول غيره من الأنبياء نفسي نفسي * (شيئا إدا) * أي شيئا صعبا * (يتفطرن منه) * أي يتشققن من قول الكفار اتخذ الله ولدا * (هدا) * أي انهداما * (ان دعوا) * أي من أجل أن دعوا * (للرحمن ولدا) * وقرئ ولدا بضم الواو وإسكان اللام وهي لغة * (إن كل من في السماوات والأرض) * رد على مقالة الكفار والمعنى أن الكل عبيده فكيف يكون أحد منهم ولدا له وإن نافية وكل مبتدأ وخبره آتي الرحمن * (سيجعل لهم الرحمن ودا) * هي المحبة والقبول الذي يجعله الله في القلوب لمن شاء من عباده وقيل إنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه * (يسرناه بلسانك) * الضمير للقرآن وبلسانك أي بلغتك * (قوما لدا) * جمع ألد وهو الشديد الخصومة والمجادلة والمراد بذلك قريش وقيل معناه فجارا * (أو تسمع لهم ركزا) * هو الصوت الخفي والمعنى أنهم لم يبق منهم اثر وفي ذلك تهديد لقريش سورة طه قيل في طه إنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وقيل معناه يا رجل وانظر الكلام على حروف الهجاء في أول سورة البقرة * (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الصلاة حتى تورمت قدماه فنزلت الآية تخفيفا عنه فالشقاء على هذا إفراط التعب في العبادة وقيل المراد به التأسف على كفر الكفار واللفظ عام في ذلك كله والمعنى أنه نفى عنه جميع أنواع الشقاء في الدنيا والآخرة لأنه أنزل عليه القرآن الذي هو سبب السعادة * (إلا تذكرة) * نصب على الاستثناء المنقطع وأجاز ابن عطية أن يكون بدلا من موضع لتشقى إذ هو في موضع مفعول من أجله ومنع ذلك الزمخشري لاختلاف الجنسين ويصح أن ينتصب بفعل مضمر تقديره أنزلناه تذكرة * (تنزيلا) * نصب على المصدرية والعامل فيه مضمر وما أنزلنا وبدأ السورة بلفظ المتكلم في قوله ما أنزلنا ثم رجع إلى الغيبة في قوله تنزيلا ممن خلق الأرض الآية وذلك هو الالتفات
(١٠)