التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٥
بين زمانهما دهرا طويلا * (فأشارت إليه) * أي إلى ولدها ليتكلم وصمتت هي كما أمرت * (كان في المهد صبيا) * كان بمعنى يكون والمهد هو المعروف وقيل المهد هنا حجرها * (آتاني الكتاب) * يعني الإنجيل أو التوراة والإنجيل * (مباركا) * من البركة وقيل نفاعا وقيل معلم للخير واللفظ أعم من ذلك * (وأوصاني بالصلاة والزكاة) * هما المشروعتان وقيل الصلاة هنا الدعاء والزكاة التطهير من العيوب * (وبرا) * معطوف على مباركا روي أن عيسى تكلم بهذا الكلام وهو في المهد ثم عاد إلى حالة الأطفال على عادة البشر وفي كلامه هذا رد على النصارى لأنه اعترف أنه عبد الله ورد على اليهود لقوله وجعلني نبيا * (والسلام علي) * أدخل لام التعريف هنا لتقدم السلام المنكر في قصة يحيى فهو كقولك رأيت رجلا فأكرمت الرجل وقال الزمخشري الصحيح أن هذا التعريف تعريض بلغة من اتهم مريم كأنه قال السلام كله علي لا عليكم بل عليكم ضده * (قول الحق) * بالرفع خبر مبتدأ تقديره هذا قول الحق أو بدل أو خبر بعد خبر وبالنصب على المدح بفعل مضمر أو على المصدرية من معنى الكلام المتقدم * (فيه يمترون) * أي يختلفون فهو من المراء أو يشكون فهو من المرية والضمير لليهود والنصارى * (وإن الله ربي) * من كلام عيسى وقرئ بفتح الهمزة تقديره ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه وبكسرها لابتداء الكلام وقيل هو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والمعنى يا محمد قل لهم ذلك عيسى ابن مريم وأن الله ربي وربكم والأول أظهر * (فاختلف الأحزاب) * هذا ابتداء إخبار والأحزاب اليهود والنصارى لأنهم اختلفوا في أمر عيسى اختلافا شديدا فكذبه اليهود وعبده النصارى والحق خلاف أقوالهم كلها * (من بينهم) * معناه من تلقائهم ومن أنفسهم وأن الاختلاف لم يخرج عنهم (من مشهد يوم عظيم) يعني يوم القيامة * (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا) * أي ما أسمعهم وما أبصرهم يوم القيامة على أنهم في الدنيا في ضلال مبين * (يوم الحسرة) * هو يوم يؤتى بالموت في صورة كبش فيذبح ثم يقال يا أهل الجنة خلود لا موت ويا أهل النار خلود لا موت وقيل هو يوم القيامة وانتصاب يوم على المفعولية لا على الظرفية * (وهم في غفلة) * يعني في الدنيا فهو متعلق بقوله في ضلال مبين أو بأنذرهم * (صديقا) * بناء مبالغة من الصدق أو من
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»