التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥
في حال الإرضاع ملقمة ثديها للصبي والمرضع التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به فقال مرضعة ليكون ذلك أعظم في الذهول إذ تنزع ثديها من فم الصبي حينئذ * (وترى الناس سكارى) * تشبيه بالسكارى من شدة الغم * (وما هم بسكارى) * نفي لحقيقة السكر وقرئ سكرى والمعنى متفق * (ومن الناس من يجادل في الله) * نزلت في النضر بن الحارث وقيل في أبي جهل وهي تتناول كل من اتصف بذلك * (شيطان مريد) * أي شديد الإغواء ويحتمل أن يريد شيطان الجن أو الإنس * (كتب) * تمثيل لثبوت الأمر كأنه مكتوب ويحتمل أن يكون بمعنى قضى كقولك كتب الله أنه في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله وفي أنه عطف عليه وقيل تأكيد * (من تولاه) * أي تبعه أو اتخذه وليا والضمير في عليه وفي أنه في الموضعين وفي تولاه للشيطان وفي يضله ويهديه للمتولى له ويحتمل أن تكون تلك الضمائر أولا لمن يجادل * (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث) * الآية معناها إن شككتم في البعث الأخروي فزوال ذلك الشك أن تنظروا في ابتداء خلقتكم فتعلموا أن الذي قدر على أن خلقكم أول مرة قادر على أن يعيدكم ثاني مرة وأن الذي قدر على إخراج النبات من الأرض بعد موتها قادر على أن يخرجكم من قبوركم * (خلقناكم من تراب) * إشارة إلى خلق آدم وأسند ذلك إلى الناس لأنهم من ذريته وهو أصلهم * (من علقة) * العلقة قطعة من دم جامدة * (من مضغة) * أي قطعة من لحم * (مخلقة) * المخلقة التامة الخلقة وغير المخلقة الغير التامة كالسقط وقيل المخلقة المسواة السالمة من النقصان * (لنبين لكم) * اللام تتعلق بمحذوف تقديره ذكرنا ذلك لنبين لكم قدرتنا على البعث * (ونقر) * فعل مستأنف * (إلى أجل مسمى) * يعني وقت وضع الحمل وهو مختلف وأقله ست أشهر إلى ما فوق ذلك * (نخرجكم طفلا) * أفرده لأنه أراد الجنس أو أراد نخرج كل واحد منكم طفلا * (لتبلغوا أشدكم) * هو كمال القوة والعقل والتمييز وقد اختلف فيه من ثماني عشرة سنة إلى خمس وأربعين * (أرذل العمر) * ذكر في النحل * (هامدة) * يعني لا نبات فيها * (اهتزت) * تحركت بالنبات وتخلخلت أجزاؤها لما دخلها الماء * (وربت) * انتفخت * (زوج بهيج) * أي صنف عجيب * (ذلك بأن الله هو الحق) * أي ذلك المذكور من أمر الإنسان والنبات حاصل بأن الله هو الحق هكذا قدره الزمخشري والباء على هذا سببية وبهذا المعنى أيضا فسره ابن عطية ويلزم على هذا أن لا يكون قوله وأن الساعة آتية معطوفا على ذلك لأنه ليس بسبب لما ذكر فقال ابن عطية قوله أن الساعة ليس بسبب لما ذكر ولكن المعنى أن الأمر مرتبط بعضه ببعض أو على تقدير والأمر أن الساعة وهذان الجوابان اللذان ذكر ابن عطية ضعيفان أما قوله إن الأمر مرتبط بعضه ببعض فالارتباط هنا إنما يكون بالعطف والعطف لا يصح وأما قوله على تقدير الأمر أن الساعة فذلك استئناف
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»